أزمة أوكرانيا تبث الرعب في قلوب المستثمرين في العالم

أزمة أوكرانيا تبث الرعب في قلوب المستثمرين في العالم

03 مارس 2014
الأزمة الأوكرانية تثير مخاوف المستثمرين
+ الخط -

بثت أزمة أوكرانيا الرعب، في قلوب المستثمرين في أنحاء العالم، وهرع أصحاب المال الى شراء النفط والذهب، كما تخوف المستثمرون من ارتفاع أسعار الحبوب، حيث تعتبر روسيا وأوكرانيا من أكبر مصدريه في العالم.

وارتفعت أسعار النفط والغاز الطبيعي في بورصة لندن، اليوم الاثنين، فيما حلق الذهب لدى أعلى مستوياته في الجلسات الصباحية، وسط قلق المستثمرين من تطورات الازمة الاوكرانية وتأثيراتها على امدادات النفط والغاز الطبيعي في الاسواق العالمية.

وفي جلسة الصباح، في سوق لندن ارتفع خام القياس البريطاني الخفيف "برنت" في السوق 2.2% ليصل الى 111.41 دولار للبرميل. فيما ارتفعت اسعار الغاز الطبيعي بنسبة 10% الى أعلى مستوياتها منذ 17 شهراً لتصل الى 61.95 بنس لوحدة القياس الحرارية البريطانية "بي تي يو".

ومن المعروف، أن الغاز الروسي الذي يمر عبر أوكرانيا يمثل أحد أهم امدادات الطاقة في أوروبا. وتصل حصة امداد الغاز الروسي في اوروبا الى 25% من اجمالي امدادات الغاز.

وعلى صعيد النفط يذكر، أن "خام يورال" الاكبر انتاجاً بين الخامات الروسية يشحن الى الاسواق العالمية من موانئ على البحر الاسود، الذي تتقاسم روسيا وأوكرانيا الجزء الاكبر من سواحله. ويتخوف المستثمرون في النفط أن تؤدي تداعيات الازمة الاوكرانية الى توقف بعض موانئ الشحن في منطقة القرم في حال حدوث تطورات عسكرية. ونسبت مصادر بريطانية، اليوم الاثنين، الى الخبير النفطي النرويجي، اولي هانسن، قوله "ازمة أوكرانيا ربما ترفع اسعار التأمين على الشحنات النفطية بحوالى 5 دولارات على البرميل".

وفي اسواق المعادن الثمينة ارتفع الذهب اليوم، الى أعلى مستوياته منذ اربعة شهر، حيث هرب المستثمرون الى المعدن الاصفر ك"ملاذ آمن" بعد استيلاء روسيا على جزيرة القرم.

وبلغت اوقية الذهب في التعاملات الصباحية 1350 دولارا.

ويدرس المستثمرون والزعماء في انحاء العالم هذا الاسبوع، سيناريوهات تداعيات الازمة الاوكرانية على الاستقرار السياسي والاقتصاد العالمي، الذي لا يزال هشاً على الرغم من بوادر الانتعاش، حسب مصادر في لندن.

ويعد موقع أوكرانيا الاستراتيجي للاقتصاد العالمي ذا تأثير كبير، لاسيما أن أوكرانيا حلقة وصل رئيسة بين روسيا والأسواق الأوروبية.

وعقب انهيار الاتحاد السوفييتي، ضعف اقتصاد أوكرانيا، وخضع لخطة إنعاش، مازالت تترنح من حيث التمويل بين روسيا والدول الغربية.

وتمثل أوكرانيا نقطة تماس رئيسية بين أوروبا وروسيا، حسب المصادر، وفي ضوء احتمال توقيع عقوبات من أكبر 10 اقتصادات في العالم على روسيا، تتزايد المخاوف من عودة العالم الى صراع الحرب الباردة.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، قد أعلن الأحد، أن بلاده "ترغب بكل تأكيد" في درس عقوبات على موسكو، كما أن الرئيس باراك أوباما "يدرس حاليا كل الخيارات".

وقالت المصادر، إن روسيا واوكرانيا من أهم دول العالم في تجارة الحبوب.

وأوكرانيا تحديدا، واحدة من أكبر مصدري الذرة والقمح في العالم، ومنه سيكون احتمال كبير لارتفاع أسعارها.

وتعاني الحكومة الاوكرانية من أزمة ديون، ويجب عليها تسديد حوالي 13 مليار دولار في هذا العام، و15 مليار دولار قبل نهاية عام 2015، حسب تقديرات معهد التمويل الدولي. وفي حال حدوث تطور عسكري فإن البنوك الاوروبية تحديداً ستتضرر، خاصة وان هذه البنوك تعيش حال ضعف في الوقت الحاضر من حيث السيولة ونوعية الموجودات، ويجب عليها تقوية كفاية رأس المال لمقابلة شروط اتفاقية "بازل" الثالثة.

وعقب تجميد روسيا لقرض قيمته 15 مليار دولار، تتعلق آمال أوكرانيا الآن بإنقاذ من صندوق النقد الدولي، الذي أعلنت مديرته، كريستين لاغارد، أن الصندوق يناقش مع كبار مساهميه كيفية توفير 35 مليار دولار لاوكرانيا خلال الشهور المقبلة.

المساهمون