أردوغان.. التحديات المقبلة كبيرة

أردوغان.. التحديات المقبلة كبيرة

13 سبتمبر 2014
+ الخط -

الرجل الأكثر ذكاء وحضارة ووجاهة، الرجل الفقير، عمدة إسطنبول السابق، يحكم تركيا، اليوم، في ظروف بالغة الدقة، وفي منطقة هي الأكثر اشتعالاً واضطراباً في العالم. يمضي ببلاده إلى ميادين التحديث والتنمية الاقتصادية والنهضة العلمية، ويخرجها من أزمتها الاقتصادية.

الرجل، الذي جاء إلى قصر جنكاي الرئاسي في أنقرة، هو الذي استطاع جذب أكثر من 100مليار دولار من الاستثمارات الخارجية، ووصلت الصادرات التركية إلى 152 مليار دولار في العام الماضي، وزيادة بنحو ثلاثة أضعاف على دخل الفرد، ومضاعفة الدخل الوطني الإجمالي 100% .
 
لكن الأيام المقبلة لن تكون أكثر هدوءاً، فالفوز الكبير، الذي حققه أردوغان، كان ضربة موجعة لأنظمة تعادي تجربة الإسلام الوسطي في الحكم، وما زاد الأمر صعوبةً اتجاهُ أطراف عربية إلى الانحياز إلى الطرف الإسرائيلي، في مشروع ضرب المقاومة. الحدث الأخير في غزة، والموقف التركي النبيل، وضعا المعسكر الآخر في موقف حرجٍ أمام الشعوب. ما بين الموقف العربي المتخاذل، وموقف الرجل القوي في تركيا، ثمة إشارات استفهام كثيرة.

استمرار الثبات في الموقف التركي المعلن، والمناهض لحركات الانقلاب على الربيع العربي في بلدان عربية كثيرة، جعل الرجل في مواجهة مع الأنظمة العربية القامعة حريات شعوبها، ولهذا، هو أمام تحديات غير هينة، لكن الأخ الأكبر لتيار الإسلام السياسي الوسطي المعتدل في المنطقة، سوف يتمدد أكثر، مدعوماً بعاطفة كل المحبين للمشروع الإسلامي النهضوي، ويجدون في أردوغان نموذجاً وسطياً، لأنه  يظل أيقونة لمناهضة الظلم والاستعباد.

0A0C37B8-EC72-4AF0-A8F5-AA17DEB5BEBB
0A0C37B8-EC72-4AF0-A8F5-AA17DEB5BEBB
محمود إبراهيم صديق (مصر)
محمود إبراهيم صديق (مصر)