أربعة أسباب تدفع الاتحاد الجزائري إلى تفادي المدرب الفرنسي

أربعة أسباب تدفع الاتحاد الجزائري إلى تفادي المدرب الفرنسي

18 ابريل 2016
روراوة يتطلع لاستقام مدرب غير فرنسي (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -
لا تزال مختلف وسائل الإعلام الجزائرية تتسارع في البحث عن اسم المدرب القادم لمنتخب المحاربين، بعدما قرر المدرب الفرنسي كريستيان غوركيف توقيف عقده بعد مباراة إثيوبيا لحساب تصفيات كأس أمم أفريقيا 2017، حيث لا يمر يوم إلا وتذكر فيه المواقع والصحف والفضائيات الجزائرية عديد الأسماء المرشحة لتولي تدريب المنتخب الأول في تصفيات مونديال روسيا 2018.

وبحسب مصادر متابعة لملف المدرب القادم للمنتخب الجزائري، فإن رئيس الاتحاد محمد روراوة يجزم بأنه لن يستقدم مدرباً فرنسياً، إلى درجة أن عروض وكلاء المدربين من باريس وضواحيها رميت كلها في سلة المهملات، حيث فضل الرجل الأول على رأس الكرة الجزائرية عدم دراسة السير الذاتية ولا الاقتراحات الخاصة بالمدربين الفرنسيين، بما في ذلك مدربو المنتخب الفرنسي سابقاً، ونعني بهم روجي لومير وجاك سانتيني وريمون دومينيك.

ويبرر روراوة موقفه القاضي بعدم جلب مدرب فرنسي بعدة أسباب وعوامل، منها الرياضية وهناك الإعلامية والسياسية أيضاً.


روراوة يريد تجنب ضغط الإعلام الفرنسي
لعل أول سبب جعل رئيس الاتحاد الجزائري، محمد روراوة، لا يفكر في جلب مدرب فرنسي لقيادة منتخب المحاربين هو تفادي الدخول في جدال مع صحافة باريس التي تفرض ثقلها الإعلامي على الجزائريين، فقد أثبتت تجارب الخضر السابقة مع المدربين الفرنسيين أن هؤلاء التقنيين، وبفضل علاقاتهم مع الصحافة الفرنسية سواء المكتوبة والمرئية والمسموعة أو الإلكترونية، يحتكرون أخبار الخضر، ويقودون في كثير من الأحيان حملات للدفاع عن مدربيهم ضد ما يسمونه بضغط الشارع الجزائري ومحيطه.

ولأن تجربة كريستيان غوركوف، وقبله الفرانكو بوسني وحيد حاليلوزيتش، المقيم في فرنسا، واللذين كانا يدليان بحوارات لصحف وفضائيات في فرنسا ويرفضان التعامل مع الإعلام الداخلي، جعلت العلاقة بين مدربي الخضر وصحافة الجزائر متوترة.

وفي عدة مناسبات يدخل المدرب في جدال مع الإعلاميين الجزائريين الذين يتهمونه بعدم احترام الصحافة المحلية لبلد يمنحه الأجرة العالية ويتواصل مع الجزائريين عبر إعلام باريس. وعلى هذا الأساس يفضل روراوة تفادي اسم فرنسي، حتى يتحاشى جدل الإعلاميين ولا يقع تحت ضغط "صحافة فافا" التي يستخدمها المدرب في كثير من المناسبات للضغط على الاتحاد من وراء البحار.

توتر العلاقة السياسية بين باريس والجزائر
عامل ثانٍ يجعل رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم يغلق ملفات ترشح كل المدربين الفرنسيين، هو توتر العلاقة السياسية بين البلدين منذ قرابة السنة، حيث لم تتغير مواقف الحكومة الجزائرية من نظيرتها الفرنسية لدواع دبلوماسية وسياسية واقتصادية جعلت رئيس الاتحاد يتلقى تعليمات من وزارة الرياضة بعدم اللجوء إلى مدرب فرنسي، خاصة العلاقة المميزة بين كريستيان غوركوف ووزير الدفاع الفرنسي، الذي كان وراء جلبه إلى منتخب الأفناك.

ولعل الخلاف التاريخي بين فرنسا والجزائر رمى بظلاله على قضية المدرب الفرنسي، إلى درجة أن وزراء في الحكومة الحالية قالوا لروراوة بشكل غير رسمي: "لا تجلب لنا مدرباً فرنسياً، هم يرفضون مساعدتنا الاقتصادية ونحن نفتح لهم أبواب الشراكة والتعامل".

نفور جماعي لمزدوجي الجنسية من الدوري الفرنسي
وحتى إن كان أغلبية لاعبي المنتخب الجزائري مزدوجي الجنسية ومن مواليد مدن ومقاطعات فرنسية، إلا أن نفور براهيمي ورفاقه من الدوري الفرنسي ومحاولة أبناء الجالية الجزائرية المغتربة بفرنسا الهروب من ملاعب فرنسا نحو بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وإنجلترا، يجعل رئيس الاتحاد الجزائري لا يحبذ اللجوء إلى مدرب فرنسي، خاصة أن قضية لاعبي مزدوجي الجنسيات أثرت كثيراً على الجزائريين الذين فضلوا حمل ألوان منتخب بلد الآباء وعدم الاستمرار مع منتخبات الديكة، في صورة تايدر وفيغولي وبراهيمي وبلفوضيل وبنزيمة وغلام، وكلهم غادرو النوادي الفرنسية في سن مبكرة، تفادياً لانتقام مدربي نواديهم بتعليمات غير رسمية من المديرية الفنية الفرنسية.

صقل المواهب
عامل رابع جعل الاتحاد الجزائري يفضل البحث عن تقني إيطالي أو إسباني، وحتى برتغالي، لقيادة المنتخب الأول بداية، ألا وهو طريقة لعب المحاربين والتطور الكبير الذي عرفه محرز وبراهيمي وفيغولي وغلام وتايدر مع مدربين كبار في الكالتشيو والليغا والدوري البرتغالي.

فقد صقل لاعب ليستر سيتي محرز موهبته على يدي كلاوديو رانيري، وتألق فوزي غلام في نابولي بعد مونديال البرازيل 2014 مع الإسباني بينيتيز، ولعب فيغولي تحت إشراف الإنجليزي نيفيل، وخطف براهيمي الأضواء مع مدرب منتخب لاروخا للشبان لوبيتيغي، وساهم ماتزاري في ترقية تايدر، وبلفوضيل في إنتر ميلانو قبل سنتين.

وبالتالي يرى رئيس الاتحاد الجزائري أن لاعبيه أضحوا في حاجة إلى مدرب يواكب ما يعيشونه في نواديهم الحالية، بتأطير إيطالي أو إسباني وبرتغالي أعلى مستوى مما عرفوه مع الفرنسيين في مراكز التكوين والنوادي التي لعبوا لها قبل التألق.

ورغم أن رئيس الاتحاد الجزائري تكتم على الأسماء المرشحة لخلافة غوركوف، إلا أن ملفات مدرب مونتي كالو الإيطالي ماتزاري والإسباني لوبيتيغي والبرتغالي بينيتو والتركي فتيح تيريم والأرجنتيني تاباريز والبوسني سوزيتش، طرحت على طاولة النقاش.

المساهمون