أحوال رمضان القامشلي السورية وأهله في ظلّ الحظر

أحوال رمضان القامشلي السورية وأهله في ظلّ الحظر

عبد الله البشير

avata
عبد الله البشير
18 مايو 2020
+ الخط -
سبّب الواقع المعيشي الصعب لأهالي مدينة القامشلي السورية، إلى جانب حظر التجول المفروض من الإدارة الذاتية بسبب فيروس كورونا، وتعطّل أعمال الكثير منهم، تفاقم معاناتهم وافتقاد معظمهم لروحانية الشهر الفضيل وطقوسه وعاداته، وقد بدأ يقترب من نهايته.

سليمان محمد يتحدث لـ"العربي الجديد" عن أكثر ما افتقده خلال شهر رمضان الحالي، وهو صلاة التراويح في المسجد وروحانيتها، فهي تبعث في نفسه الطمأنينة وتشعره بخصوصية الشهر، ويقول: "الجوامع مغلقة حالياً، لذلك أصلّي مع أسرتي في المنزل، ويحزّ في نفسي هذا الأمر، فصلاة التراويح ارتبطت بالجماعة والمسجد، وأشعر بالحزن والفراغ الروحي بسبب غيابها".

ويضيف محمد: "عانينا أيضاً خلال هذا الشهر من ارتفاع الأسعار، وهي قضية متجددة، جعلتنا ننفق بمقدار، ونلغي الكثير من العادات الاستهلاكية التي ارتبطت بشهر رمضان". ويوضح أن هناك أنواعاً من المأكولات استُغني عنها، واكتُفي بالضروري.

ويتابع محمد: "وجبات رمضان اختلفت عن كل سنة هذا العام، فهناك مشاكل بسبب الحظر وكورونا، نحاول التقليل قدر الإمكان، حتى من الحاجات الأساسية، ونعتمد على الوجبة الرئيسية فقط عند الإفطار، وتغيب عن المائدة السلطة والتمر ومشروبات معروفة، لكون الظرف يفرض عليها هذا الواقع. الوضع صعب جداً، والدخل بالكاد يكفينا في ظل هذه الظروف".

أما الزيارات، فهي مقتصرة على الأهل فقط، بسبب الحظر والمخاوف من فيروس كورونا، الذي يوجب اتباع طرق الحماية.

بدوره، يقول فيصل محمد لـ"العربي الجديد": "بسبب فيروس كورونا تغيرت بعض العادات والتقاليد خلال شهر رمضان، والحظر أثّر بنا، نفتقد زيارات الأقارب والأصدقاء، كذلك غابت كثير من الوجبات هذا العام عن موائدنا نتيجة الظروف الحالية". 

أما حسن أبو علي الذي يعمل بائعاً للخضر، فيؤكد لـ"العربي الجديد" أن رمضان هذا العام مختلف بسبب الحظر، ويقول: "سيارة الخضر تصل الساعة 8 صباحاً. السيارة سعرها نحو مليونَي ليرة، وبسبب الحظر نعاني من ضعف في التصريف، وأكثر الأهالي يعانون من الوضع الصعب في المدينة".

ويضيف: "في السابق كنا ندعو الأهل للإفطار ونتسامر مع الأقارب. أما في الوقت الحالي، فهذه الأمور غائبة". محمد نوري اليحيى، صاحب فرن للخبز والمعجنات في القامشلي، يقول لـ"العربي الجديد": "العمل في رمضان الحالي مختلف بسبب كورونا، نأتي في الساعة السادسة صباحاً ونستمر في العمل حتى الساعة الثانية ظهراً. في الصباح نعد الفطائر، وبعد الظهر نعمل على إعداد (اللحم بعجين)، وهي واحدة من أشهر المأكولات لدينا في القامشلي. في رمضان يطلب الأهالي (اللحم بعجين) بكثرة، لكن للأسف في الوقت الحالي الطلب قليل جداً، الأهالي ليس لديهم مجال، فكيلو اللحم بالعجين يكلف نحو 11 ألف ليرة بسبب غلاء اللحم، الحركة قليلة وإقبال الأهالي أيضاً تراجع كثيراً، رمضان بلا بهجة هذا العام".

أما محمد مصطفى، النازح من مدينة حلب، والمقيم حالياً في القامشلي، فكان يعمل في السابق سائق قطار، لكنه اليوم يعمل بائعاً لشراب السوس كي يعيل أسرته، ويقول لـ"العربي الجديد": 
"الوضع صعب، وأنا أحصل على قوت يومي في الوقت الحالي من بيع شراب السوس. أرجو أن يكون يكون عيد الفطر أفضل علينا من هذه الأيام العصيبة، فالحظر بسبب كورونا أثر علينا".

ويبلغ عدد سكان مدينة القامشلي الواقعة في محافظة الحسكة شمال شرقي سورية 88 ألفاً، بحسب إحصائيات النظام السوري، ويعيش في المدينة خليط من العرب والأكراد والسريان والأرمن، يتشاركون مناسبات وأعياداً دينية، كعيدي الفطر والأضحى ونوروز، ويتعايشون جميعاً مع الحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم.

ذات صلة

الصورة
مجزرة خان شيخون (عدنان الإمام)

مجتمع

مرّت سبعة أعوام على مجزرة الكيماوي التي ارتكبتها قوات النظام السوري في مدينة خان شيخون بريف إدلب شمال سورية، في الرابع من أبريل/ نسيان 2017..
الصورة

سياسة

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية عنيفة استهدفت كتيبة عسكرية ومستودعات أسلحة في محيط مطار حلب الدولي، ما أسفر عن سقوط 42 قتيلاً.
الصورة

مجتمع

انعقد إفطار منطقة المطرية الشهير هذا العام تحت شعار "السنة العاشرة جيرة وعشرة.. لمة العيلة الكبيرة"، وارتدى عشرات الحضور القمصان السوداء المزيّنة بشعار فلسطين..
الصورة
تظاهرة ضد هيئة تحرير الشام-العربي الجديد

سياسة

تظاهر آلاف السوريين، اليوم الجمعة، مناهضة لسياسة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، ومطالبة بإسقاط قائدها أبو محمد الجولاني.