أحزاب أم ضرائر؟

أحزاب أم ضرائر؟

09 مايو 2019
+ الخط -
واقع مزر ومخز، تعيشُه مدينتنا تعز في اليمن الحبيب، وما ذاك إلا بسبب أحزاب المدينة ومثقفيها.
ما أشبه واقعنا اليوم بمرحلة الدعاية الانتخابية التي تسبق يوم الاقتراع، حيث نعيش هذا الواقع المؤلم الموحي بالتقسم والتشرذم، ولم ننتصربعد، فكيف إذا انتصرنا!
يحاول كل حزب أن يظهر بشعبية كبيرة، بقصد إثبات وجوده ليس إلا. ففي الأمس، خرج الإصلاحيون بمظاهرة تبارك أعمال اللجنة الأمنية، والتي طاولت واستهدفت عتاولة الموت في كتائب أبي العباس الإرهابية. وبعدها بأيام؛ خرج الحزب الوحدوي الناصري، ذو القاعدة الشعبية اليسيرة، بمسيرة مئوية، لا ألفية، كما يزعمون، ولا مليونية كما لا يتصورون.
وبشأن عددهم، بدأت المناكفات بين نشطائهم ونشطاء حزب التجمع اليمني للإصلاح في كل وسائل التواصل الاجتماعي.
خرج الناصريّون، ذوو السمة المدنية، لنصرة كتائب الموت الميتة. قالوا إنهم كمواطنين ظُلِموا وشُرّدوا من جراء تلك الحملة.
أعلمتم الآن؟ يا إصلاح تعز، ألم أكن محقا حين مانعت خروجكم؟! ألم أخبركم آنذاك أن كثرتكم وسواد مسيرتكم ستغيظ أعداءكم؟ وبلا ريب سترجي النصر والحسم لسنوات.
أيها الإصلاحيون، هل أغنت مسيرتكم مدينتنا؟ وماذا أغنتكم أنتم لافتاتكم؟ من رفعتم صورهم لن يرضوا عنكم حتى وإن اتبعتم ملتهم!
ليس القرار بيدكم، يا أحزاب تعز، وحالكم كحال ضرائر عجوز أشرف على الموت، فعلامَ تتناكفون؟ لا فائدة من حشودكم، وإن بلغت عنان السماء، لا داعي للمهاترات حول هذا. ولنفترض جدلا أن مسيرة الناصريين مليونية، قلت أم كثُرت، بماذا ستفيد تعز؟
بيد أنني أتعجب عن علاقةٍ ربطت تلك الكتائب الإرهابية بأحزاب وإيديولوجيات مدنية، أليس للرياض وأبو ظبي دور في ذلك؟ وللعلم فتلك المجاميع القليلة التي خرجت باسم الحزب الوحدوي الناصري قد خرجت ثانية باسم المؤتمر الشعبي العام، وذلك كله لإغاظة حزب الإصلاح في تعز.
F2E81741-44C7-4C09-B092-A9F65F1958CA
F2E81741-44C7-4C09-B092-A9F65F1958CA
موفق السلمي
كاتب وأديب وناشط إعلامي من اليمن (تعز).
موفق السلمي