"هولندي في قرطاج": تراث عسكري مردوم

"هولندي في قرطاج": تراث عسكري مردوم

14 ديسمبر 2015
(مخطط مُتخيَّل لميناء قرطاج القديم)
+ الخط -

تظل زيارات الأوروبيين في الفترة ما قبل الاستعمارية، تمد الباحثين في التاريخ الحديث للبلدان العربية بعناصر لفهم ما حدث بعد ذلك من استعمار ومديونية وغيرها من تمظهرات العلاقات بينها وبين الدول الأوروبية الكبرى.

وفيما تصنف معظم هذه الزيارات تحت اليافطة الاستشراقية، توجد أمثلة لزيارات كانت أهدافها مغايرة تماماً، لعل واحدة منها زيارة المهندس العسكري الهولندي جان إيميل هومبرت، الذي أتى تونس في نهاية القرن الثامن عشر.

في محاضرة يلقيها غداً، بعنوان "هولندي في قرطاج"، يحتضنها فضاء "سوفونيسب" في تونس العاصمة، يقدّم الكاتب التونسي حاتم بوريال شخصية هومبرت، باعتباره من أوائل من دعوا إلى إعادة اكتشاف الآثار القرطاجية.

كانت تونس وقتها تحت حكم الأسرة الحسينية، وعلى رأسها الباي حمودة باشا، الذي أراد الاستنجاد بالهولنديين لتقوية دفاعاته وحماية ترابه من تحرّش الأساطيل الفرنسية والبريطانية والإسبانية بسواحله، خصوصاً ميناؤه الرئيسي في حلق الوادي (بالقرب من تونس العاصمة).

في هذا الإطار، جاء هومبرت إلى تونس. وكشف للمسؤولين التونسيين أن استراتيجية الدفاع القرطاجية القديمة هي الأفضل للدفاع عن البلاد، ومن هنا فكّر في ضرورة البحث عن آثار الميناء القرطاجي القديم من أجل فهم الهندسة المعمارية للدفاع البحري القرطاجي.

يعتزم بوريال أن ينشر في السنة المقبلة كتاباً حول سيرة هومبرت وعلاقاته بتونس، وهو موضوع ليس جديداً عليه؛ إذ أصدر في عام 2013 كتاب "الخزامى والياسمين"، درس فيه العلاقات الدبلوماسية والثقافية بين تونس وهولندا على مدى ألف عام.


اقرأ أيضاً: إيزابيل إيبرهاردت: ينابيع الحياة الجزائرية

المساهمون