"هريرة" السورية.. تشرد ونزوح وغياب للمساعدات

"هريرة" السورية.. تشرد ونزوح وغياب للمساعدات

28 يوليو 2016
نزحوا إلى قرى عدة محيطة (سبنسر بلات/Getty)
+ الخط -

يعاني النازحون من أهالي قرية هريرة في منطقة وادي بردى في ريف دمشق الشمالي الغربي، من وضع إنساني سيئ بعد سيطرة نظام الأسد وميلشيا حزب الله الأسبوع الماضي على البلدة؛ مما تسبب في تشرد المئات مع غياب تام للاهتمام بهم.

وأكد الناشط الإعلامي رضوان محمد، لـ"العربي الجديد"، أن "أهالي هريرة نزحوا إلى عدة قرى محيطة فمنهم من نزح إلى وادي بردى، ومنهم من لجأ إلى كفر العواميد، بينما ذهب قسم منهم إلى قرية آفرة وبلغ عددهم حوالي 500 شخص".

وكانت البلدة قد شهدت حملة شرسة شنها النظام بالقصف المدفعي والأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وقنص المارة في الشوارع؛ ما جعل أهالي البلدة يخرجون منها.

وأوضح رضوان أن "الثوار لم يتمكنوا من إطلاق النار على عناصر النظام وحزب الله بعد أن اتخذ الأخيرَان من المدنيين دروعًا بشرية، مما اضطر الثوار إلى الانسحاب خارج هريرة".

وقدَّم أهالي القرى المجاورة التي نزح إليها سكان هريرة المنازل والمأوى لهم بدون مقابل، فيما لم تقدم المنظمات الإنسانية والإغاثية أي مساعدة لهم، على الرغم من أن معظم الأهالي خرجوا بما عليهم من ملابس وبعضهم اضطر للخروج بلا أوراق ثبوتية، حسب ما ذكر الناشط.


وأشار رضوان إلى أن هيئة المجلس المحلي وهيئة الإغاثة في منطقة وادي بردى لم تقدم حتى الآن للنازحين شيئًا من احتياجاتهم من الطعام والشراب.

وقال أحد النازحين من قرية هريرة إلى وادي بردى، المعروف بأبو محمد، والبالغ من العمر 45 عاماً ولديه 4 أولاد لـ"العربي الجديد": "لقد خرجنا من بيوتنا من دون أن نحمل معنا شيئاً سوى ما نرتديه، وبتنا لا نعرف إلى أين نتوجه وما كان منا إلا أن ذهبنا إلى الوادي واستضافنا أحد أقاربنا هناك في منزله"، مضيفاً "لا أملك سوى بعض المال الذي أخرجته معي، ولا أدري كيف سأصرف على أبنائي، فقد كان لدي محل صغير لبيع المواد الغذائية أعيش من دخله، ولم تقم أي منظمة بمساعدتنا أو سؤالنا عن حاجاتنا".

وتابع أبو محمد "لقد قامت قوات حزب الله اللبناني باستخدام بعض معارفي وأقاربي دروعاً بشرية لإجبارنا على الخروج من القرية، وهددونا في حال عدم خروجنا سيقومون بأسرهم وقتلهم، هذا وقام عناصر الحزب بضرب صاروخ موجه على سيارة إحدى الأسر الفارة من هريرة، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص داخلها، بالرغم من أن العائلة مدنية" ، مشيراً إلى أنه يتمنى هدوء الأوضاع والعودة إلى منزله ومحله رغم كل الظروف السيئة في قريته.

تجدر الإشارة إلى أن قوات نظام الأسد وميلشيا حزب الله سعتا للسيطرة على قرية هريرة، لتضييق مساحة سيطرة المعارضة في المنطقة، والاقتراب من تلة أفرة الاستراتيجية، التي تعتبر أعلى تلة في المنطقة، وبالتالي الوصول إلى وادي بردى حيث نبع تغذية دمشق بالمياه.