"نمور الوطن" تتبنى الانفجار في منشأة نطنز النووية الإيرانية

"نمور الوطن" تتبنى الانفجار في منشأة نطنز النووية الإيرانية

03 يوليو 2020
منشأة نطنز من أهم المنشآت النووية الإيرانية (getty)
+ الخط -
بعد ساعات من إعلان السلطات الإيرانية وقوع حريق في منشأة نطنز النووية الواقعة في محافظة أصفهان، وسط البلاد، فجر أمس الخميس، أعلنت مجموعة مجهولة الهوية، عرّفت نفسها بـ"نمور الوطن"، تبنيها المسؤولية عن عملية التفجير في المنشأة التي تعتبر الأهم والأكبر في تخصيب اليورانيوم في إيران، وهو الإعلان الذي أعقبه تصريح السلطات بأنها توصّلت إلى سبب الانفجار، لكن دون أن تبيّنه للرأي العام.
وجاء تبني المجموعة المسؤولية عن الحادث في رسالة إلكترونية، أعلنت قناة "بي بي سي" الفارسية التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية، أنها وصلت إلى الصحافيين العاملين فيها.
وذكرت "بي بي سي" أن هذه المجموعة قدّمت نفسها على أنها معارضة، ولها "نشاط وحضور في الأجهزة الأمنية الإيرانية"، قائلة إنها اختارت "صالة جديدة البناء للتجميع في نطنز" هدفاً لعملياتها، معللة سبب اختيارها بأنه "رغم أهميته، فإن ذلك ليس منشأة تحت الأرض ولا يمكن إنكار هدمها"، بحسب ادعاء المجموعة.
 
 

في هذه الأثناء، نقلت وكالة "نورنيوز" المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، عن المتحدث باسم المجلس، كيوان خسروي، اليوم الجمعة، توصل السلطات الإيرانية إلى سبب وقوع الحادث، من دون أن يكشف عن ذلك.

وأضاف خسروي، بحسب "نور نيوز"، أن "تحقيقات الخبراء وجهات الأمن المختصة التي أجريت بدقّة متناهية، توصلت إلى سبب وقوع حادث في إحدى صالات مجمع الشهيد أحمدي روشن النووي (مفاعل نطنز)".

وقال خسروي إن السلطات الإيرانية ناقشت "فرضيات مختلفة حول سبب وقوع الحادث مع تحليل دقيق للآثار وتحديد طريقة ومستوى الضرر وتم التوصل إلى السبب"، إلا أنه أكد في الوقت ذاته أنه "لاعتبارات أمنية سنعلن عن سبب وطريقة وقوع هذه الحادثة في الوقت المناسب".

وحول الأضرار التي لحقت بالصالة قيد البناء في مجمع نطنز النووي، قال المتحدث الإيراني إنها "كانت محدودة"، مشيراً إلى "عدم وجود مواد نووية في المكان لذلك لا تسرب للمواد المشعة". ​

ويزيد عدم كشف إيران عن سبب الانفجار، رغم إعلانها التوصل إليه، من الغموض المحيط بالواقعة، ويثير تساؤلات من جهة، لكنه يعزز من جهة ثانية فرضية وقوف جهة وراء الحادث، إذ لو كان الحريق نتيجة أمر طبيعي، لكشفت عنه السلطات.

يعزز عدم كشف السلطات عن سبب الانفجار، رغم إعلانها توصلها إليه، وقوف جهة وراء الحادث، إذ لو كان الحريق نتيجة أمر طبيعي، لكشفت عنه

 وكان المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي قد أكد، أمس، الخميس، للتلفزيون الإيراني، وقوع حريق في صالة قيد البناء داخل الفضاء المفتوح لموقع نطنز، مشيرا إلى بدء التحقيقات لمعرفة سبب وقوع الحريق، موضحا أنه "لم يخلف أي إصابات ولم يحدث أي خلل بأنشطة الموقع" النووية.

إلا أن وسائل إعلام إسرائيلية وغربية رجحت أن الحادث كان نتيجة "عمل تخريبي"، ولم ترد السلطات الإيرانية على هذه التقارير بعد، لكن رئيس الدفاع المدني الإيراني، العميد غلام رضا جلالي، لم يستبعد وقوع عملية تخريبية في "نطنز"، إذ قال بعد 24 ساعة من نشوب الحريق أو الانفجار في هذه المنشأة الحساسة إن "معظم الحوادث الأخيرة كانت ناجمة عن عدم الالتزام بقواعد الأمان، لكن جزءاً آخر ربما وقع بسبب تحركات عناصر معادية للثورة وتدخلات العدو"، مضيفاً "لا يمكن نسب جميع الحوادث في البنى التحتية إلى العدو".
 
وجاء حديث جلالي في إطار الحديث عن احتمال وقوع هجوم إلكتروني على منشآت إيرانية، متوعداً بأنه "في حال ثبت وقوع هجوم إلكتروني على بلدنا فسنرد على ذلك".
وجاءت حادثة "نطنز" بعد أسبوع من انفجارات ضخمة في منطقة بارجين العسكرية، شرقي العاصمة طهران، عزتها وزارة الدفاع الإيرانية إلى انفجار خزان للغاز الصناعي، من دون الكشف عن سبب هذا الانفجار، محيلة الموضوع إلى تحقيقات قالت إنها قد بدأت، لكن تقارير للمعارضة الإيرانية ووسائل إعلام غربية أشارت إلى أن الانفجارات وقعت في مواقع إنتاج صواريخ، من دون أن تستبعد وقوع عملية تخريبية. ​