"مشانق رمزية" لأسر شهداء غزة تنديداً بتجاهل مطالبهم

"مشانق رمزية" لأسر شهداء غزة تنديداً بتجاهل مطالبهم

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
12 يناير 2016
+ الخط -


علّق عدد من أهالي الشهداء المشنقة "الرمزية" التي وضعت على مدخل مجلس الوزراء الفلسطيني، غرب مدينة غزة، في خطوة احتجاجية على تنكر حكومة الوفاق الوطني لحقوقهم، وعدم صرف مستحقاتهم منذ نهاية العدوان الإسرائيلي في أغسطس/آب 2014.

خطوة "حبل المشنقة" التصعيدية التي نفذها أهالي شهداء 2014 وعدد من أهالي شهداء 2012 و2008 جاءت بعد سلسلة خطوات احتجاجية قاموا بها في اعتصامهم الأسبوعي، أمام مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى وسط مدينة غزة.

ولم يحصل أهالي الشهداء على ردود إيجابية منذ نهاية العدوان الإسرائيلي على القطاع، رغم رسائلهم التي وصلت للقيادة الفلسطينية ورئاسة حكومة الوفاق الفلسطيني، التي استثنت في موازنتها لعام 2014 مخصصات الشهداء، حسب ما أفاد ذووهم.

المشاركون في الوقفة الاحتجاجية أمام مجلس الوزراء حملوا لافتات تطالب الحكومة بإنهاء معاناتهم وحل قضيتهم، كتب عليها "الموازنة = كذب"، "دماء الشهداء خط أحمر"، "أب وأم استشهدا، تعجز الموازنة عن مخصصاتهما"، "معاناتنا تتفاقم".

ولم يكتف المشاركون "الغاضبون" باللافتات في الوقفة التي شارك فيها المئات من أهالي الشهداء المقطوعة رواتبهم، بل هتفوا "يا للعار يا للعار، دم الشهداء بيغلي نار"، "يا عباس ويا هنية، بدنا حقوقنا الشرعية"، "دم الشهيد بينادي، بدي حق أولادي".


ويقول الستيني أبو هشام النجار لـ"العربي الجديد": "أخليت منزلي في خزاعة بسبب اشتداد القصف الاسرائيلي على المنطقة، ولجأت إلى بيت شقيقتي، وفي تاريخ 26 يوليو/تموز 2014 قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصف البيت على رؤوس ساكنيه، فاستشهد 20 شخصاً من عائلتي".

ويشير إلى أنّ زوجته وشقيقته وأولادها وابنه وعدد من أفراد عائلته استشهدوا، ومع ذلك لم يحصل على أي من مخصصاتهم حتى اللحظة، بسبب "ضعف الميزانية"، لافتاً إلى أنه شارك في كل الاعتصامات الاحتجاجية، لكن لم تتم ترجمة أي من وعود القادة بالحل.

ويقول ابن اخته محمد النجار: "استشهدت ابنتي وابني وزوجتي في ذات اليوم، وأصبت إصابة بليغة وبحروق في مختلف أنحاء جسدي (..) أنا مذهول حتى هذه اللحظة من تنكر الجميع لنا، نحن أهالي شهداء، ومن حقنا الحصول على مخصصاتنا بكل آدمية، وبدون هذا الإذلال".

حال نوال شلوف، والدة الشهيد جمعان شلوف، والتي تعيل 6 من الأولاد والبنات، لم يختلف كثيراً عن حال مئات العائلات التي شاركت في الاعتصام، وقالت لـ"العربي الجديد": "استشهد ابني بقصف من الزنانة عندما كان برفقة أصدقائه، ولم نتلق أية ردود إيجابية حتى اللحظة بخصوص الرواتب والمخصصات".

بدوره، أوضح الناطق باسم أهالي الشهداء، علاء البراوي، أنّ هذه الخطوة الاحتجاجية ضمن سلسلة الخطوات التي نفذها أهالي الشهداء، مضيفاً: "على حبل المشنقة عُلِّق أطفال بلا أب وأم، وزوجة شهيد بدون مأوى أو مصروف، فأين القيادة الفلسطينية عنهم؟".

وأشار، لـ"العربي الجديد"، إلى أن الحكومة في موازنتها لعام 2016 استثنت أهالي الشهداء، وهذا بمثابة الحكم بالإعدام عليهم جميعاً، لذلك قاموا بترجمة هذا الحُكم عبر تعليق أنفسهم بمشانق رمزية.

ويطالب البراوي الرئاسة الفلسطينية وحكومة الوفاق الوطني بالتحرك من أجل حل قضية ذوي الشهداء، وعدم التفريق بين أهالي الشهداء ودفع مخصصاتهم المستحقة بانتظام وبأثر رجعي.