"ما تبقى من الجنون": اشتباكات نفسية ما بعد الاستعمار

"ما تبقى من الجنون": اشتباكات نفسية ما بعد الاستعمار

19 مايو 2016
من فيلم "ما تبقى من الجنون"
+ الخط -

ضمن مشروع "مُزمن" الذي ينظّمه "مركز الصورة المعاصرة"، يُعرض اليوم فيلم "ما تبقّى من الجنون" (2015) للمخرج الفرنسي جوريس لاشيز، في مقر المركز في القاهرة.

الفيلم يدور بين أقسام وغرف وعنابر مستشفى "ثياروي"، المستشفى الوحيد للأمراض النفسية والعقلية في السنغال، حيث يتجاور الطب النفسي مع الطرق التقليدية في المستشفى؛ هناك الأدوية والجلسات العلاجية وهناك أيضاً جلسات من الزار أو طرد الشياطين أو الرقية.

يحاول المخرج في الفيلم أن يقرأ تاريخ الجنون بين التراث والحداثة، منذ أن استقلت السنغال عن الاحتلال الفرنسي سنة 1960.

بعد عرْض الفيلم، تُقام جلسة نقاشية مع المخرج وتتناول أيضاً الطرق المحلية البديلة للتعامل مع التعب النفسي وعلاقة تلك الطرق بالطب النفسي الحديث.

كما تتطرق المناقشة للإرث الذي تركه صانعو أفلام وثائقية إثنوغرافية مثل جون روش، الذي استوح المخرج منه فيلم "ما تبقى من الجنون".

يتزامن عرض الفيلم مع إقامة معرض "لو لم يكن هذا الجدار"، الذي يشكّل أيضاً جزءاً من مشروع "مزمن"، ويتواصل حتى الرابع من حزيران/ يونيو المقبل.

يتناول المعرض حالة التعب النفسي السائدة، من خلال أعمال فنية لكل من خوارج العباسية (مجموعة من الفنانين)، وألبيرتو غريفي، ودورا غارثيا، ومحمد شوقي حسن، وأوريل أورلو.

تحاول هذه الأعمال العثور على نقاط الاشتباك بين التعب النفسي ونمط الحياة الرأسمالي والنظم السياسية القمعية والنزاعات العنيفة.

كما يهتم المعرض بأساليب العزل والحبس بشكل عام، ويسائل سلطة التفريق بين "العاقل/ة" و"المريض/ة عقلياً" والحكم على كل منهما.

يتطرق "مزمن" إلى أشكال من الحالات النفسية والصدمات وتمثّلاتها، كجزء من النتائج التي ترافق تجارب السجن أو العيش تحت الاحتلال، معتبراً إياها وسيلة تصلح مدخلاً لقراءة الواقع السياسي والاجتماعي المعاصر.

المشروع يتعرض لتاريخ النضال من أجل فتْح مشافي العلاج النفسي وزيارة الطبيب النفسي، ويستكشف طبقات المعاناة المتوارية والمتراكمة التي أغفلها التاريخ.

المساهمون