"كوكو أيندهوفن".. كيف نجح في كسر هيمنة أياكس؟

"كوكو أيندهوفن".. كيف نجح في كسر هيمنة أياكس؟

10 مايو 2016
+ الخط -
خطف أيندهوفن لقب الدوري الهولندي في اللحظات الأخيرة، بعد صدارة طويلة لفريق أياكس، النادي الذي أضاع كل شيء بتعادل أخير غير متوقع أمام دي غرافشاب، في مفاجأة مدوية قلبت أروقة الكرة الأوروبية، مع منافسات محلية سهلة هذا الموسم باستثناء إسبانيا، لينجح الدوري العريق في جذب الأضواء بعد غياب.

كوكو
يعد فيليب كوكو واحداً من أفضل لاعبي الوسط خلال حقبة التسعينات وبدايات الألفية، صنع إسمه من لاعب يتحرك بين الدفاع والهجوم كـ "بوكس كلاسيكي"، إلى لاعب وسط مايسترو يلعب أكثر حول الدائرة، ثم في نهاية مشواره تحول إلى صانع لعب من العمق فيما يعرف بـ "ديب لاينج".

تأثر المدرب الشاب فنياً بثلاث شخصيات، لويس فان غال وديك أدفوكات ثم غوس هيدينك، لكنه يميل أكثر إلى منهج المدير الفني الحالي لفريق تشيلسي. وكان كوكو قاب قوسين أو أدنى من خلافة غوارديولا في الفريق الثاني لبرشلونة، لكنه في النهاية قرر أن يخوض التجربة في هولندا مع أيندهوفن، ويعمل ضمن الطاقم المساعد للفريق الأول، حتى توليه قيادة الفريق بشكل كامل.

عندما تولى كوكو قيادة أيندهوفن خلفاً للمدرب السابق فريد روتين، قام النجم الكبير بقلب الخطة من 4-2-3-1 إلى 4-3-3، خصوصاً مع تمتعه بشعبية مضاعفة بين الجماهير واللاعبين، ساعدته على تطبيق أفكاره دون اعتراض أو مشاكل.

مشروع جديد
قال أيندهوفن وداعاً لكل النجوم الكبار، ستروتمان إلى روما، واعتزال فان بوميل، ثم انتقال ميرتينز تجاه نابولي في إيطاليا، بينما اختار جيرمين لينز الذهاب إلى كييف، ليتم تفريغ الفريق من معظم مراكز القوى، ويبدأ كوكو في التجهيز للمستقبل، واستقدام الشباب الصغار من أجل هدف واحد، سحب البساط من تحت أقدام أياكس، ومحاولة استعادة الأمجاد المحلية القديمة.

بدأ فيليب المنافسة الحقيقية في موسم 2013-2014، مع أسماء مثل وينالدوم الذي وجد فيه كوكو اللاعب الذي يستطيع قيادة الفريق بعد رحيل ستروتمان، رفقة بروما وكريم ركيك، مع صعود لامع للشاب الصغير وقتها ممفيس ديباي، لكن لم يقدر أيندهوفن على المنافسة وحقق المركز الرابع في سلم الترتيب.

رغم خسارة البطولة، إلا أن الفريق قدم للدوري الهولندي مواهب شابة كآدم ماهر وزكريا بقالي، مع التركيز على كرة قدم تعتمد على اللمسة الواحدة، تبادل المراكز، تغطية المساحات، تدوير الكرة والتمرير المستمر، عن طريق استراتيجية تتكون من خط وسط مهاري وأجنحة تجيد المراوغة والاختراق على الأطراف.

فترات الحصاد
"أحب أسلوب السيطرة والاستحواذ في كرة القدم، أخبرت اللاعبين ما أريده، لنلعب كرة قدم من البداية وحتى النهاية. إذا لم تثق في فرصتك، من الأفضل أن تجلس في بيتك"، بهذه الكلمات يشرح كوكو جانباً مهماً من طريقة تحفيزه لنجوم أيندهوفن، قبل أن يخطف الفريق لقب الدوري في موسم 2014-2015 ويُنهي تماماً سطوة أياكس، بأداء قوي ونتائج مبهرة.

حافظ كوكو ومساعدوه على عناصر الشباب، لكنه أضاف مجموعة أخرى تمتاز بالخبرة والثبات، كالمهاجم لوك دي يونغ، ولاعب الوسط المكسيكي أندريس غواردادو، مع حضور طاغي لديباي، اللاعب الذي بزغ على الرواق في تركيبة 4-3-3، ليتحول إلى رونالدو هولندا، ويسجل أهدافاً عديدة من الطرف إلى العمق عن طريق التسديدات القوية.

وبعد فوز أيندهوفن بالبطولة، فرط الفريق في أكثر من نجم كديباي، فينالدوم، وزكريا بقال، لكنه فاجأ جميع المتابعين بتقديم أداء أفضل هذا الموسم، ليحقق بطولة الدوري في الأسبوع الأخير، ويشارك بقوة في الشامبيوليغ، لدرجة أنه أكثر منافس نجح في إرهاق أتلتيكو مدريد في الطريق نحو ميلانو، أعقد من برشلونة وبايرن!

القادم أصعب
لعب كوكو بأسلوب تكتيكي ناجح هذا الموسم، حتى وإن خسر اللقب لصالح أياكس، لأنه صنع نظاماً متوازناً أثناء التحولات، وضبط فريقه كثيراً أمام الفرق الهجومية، مع قدرته على إغلاق مناطقه كلما لجأ للدفاع، واستخدم المدرب لاعبه غواردادو في مركز جديد نوعاً ما، بجعله يترك الأطراف تماماً ليتحول إلى منطقة العمق، كلاعب ارتكاز دفاعي، من باب صناعة اللعب وإخراج الكرة بأريحية من الخلف إلى الأمام.

أعاد ماركو فان جينكيل اكتشاف نفسه من جديد، بعد فترات صعبة مع تشيلسي ثم ميلان، لينجح في المركز رقم 6 بالملعب، كلاعب حر بين الدفاع والهجوم، يربط بين اللاعب الدفاعي ونظيره الهجومي، ويصنع ثلاثية الارتكاز رفقة غواردادو ودافي بروبر، اللاعب الأقرب إلى مراكز الهجوم بالثلث الأخير من الملعب.

لوك دي يونغ هو المهاجم الصريح، لكنه لا يلعب كثيراً في منطقة الجزاء، بل يعود باستمرار إلى الخلف، ليفتح الطريق أمام ثنائي الأجنحة، لوسيانو نارسينغ وغاستون بيريو، في خطوة أكثر نجاعة نحو تسجيل الأهداف، ليسجل بي إز في 88 هدفاً في 34 مباراة، بواقع أكثر من هدفين ونصف في المباراة الواحدة.

الفوز بالدوري الهولندي ليس النجاح الكامل، لأن كوكو يحتاج إلى تثبيت نفسه أكثر في البطولة الأوروبية، بكل تأكيد لن يفوز بها مع أيندهوفن، لكن عليه الوصول إلى ما هو أبعد من ثمن النهائي، خصوصاً إذا واجه فريقاً آخر أقل قوة من أتلتيكو في العام المقبل، لأن عبور هذه الخطوة يعني نقلة نوعية للجميع في هولندا، فرقاً وأجهزة فنية.

المساهمون