"كنز سناو".. انتهاء عملية الترميم

"كنز سناو".. انتهاء عملية الترميم

30 يوليو 2020
(من آثار سناو)
+ الخط -

في أيلول/ سبتمبر عام 1979، تمّ اكتشاف قطع أثرية في منطقة سناو بولاية المضيبي العُمانية تعود إلى الحقبة الساسانية والعصور الإسلامية الأولى، وتضمّ إناء مزججاً باللون الأزرق الفيروزي وبمقابض على الجانبين، وبداخله 962 قطعة من الدراهم الفضية.

منذ أيام، أعلن "المتحف الوطني" في مسقط عن انتهاء فريق الحفظ والصون من عملية ترميم "كنز سناو" التي مرت بثلاث مراحل؛ الأولى اشتملت على توثيق العملات بالتعاون مع فريق الجرد والتوثيق من خلال إنشاء قائمة لكل عملة على حدة تحتوي على الرقم التعريفي للعملة، والوصف التاريخي، وأبعاد العملة (الوزن ونصف القطر)، وصور فوتوغرافية للعملة قبل الترميم وبعده.

وكُتب في المرحلة الثانية تقرير تشخيصي لحالة العملات في الكنز قبل الترميم، حيث كانت أغلب العملات مغطاة بطبقة أكسدة تتراوح بين السميكة والرقيقة، وتراكم الأتربة والغبار على السطح وبين الكتابات المنقوشة، وكذلك التصاق بعض العملات ببعضها، وفقدان الهيكل المكتمل لبعضها، حيث وجدت مجموعة منها على هيئة أنصاف أو أرباع.

سُكّت عملات الموقع في الأندلس ودمشق وبغداد وجنوب القوقاز

أما المرحلة الثالثة، قتمثّلت في عملية الصون من خلال التقاط صور أولية قبل الصون، ثم التنظيف الرطب باستخدام منظف محايد (1٪ من المنظف المحايد في الماء المقطر)، والتنظيف الكيميائي بالإيثانول لإزالة الطبقة الأولى من الأكسدة، والتنظيف الميكانيكي بكربونات الكالسيوم على طلاء العملة، وكذلك التنظيف الكيميائي بحمض الفورميك لتبييض السبائك المعدنية (على العملات المعدنية التي لم يكن التلميع بها كافياً).

كما جرى استخدام حمام بالموجات فوق الصوتية لإزالة بقايا التنظيف الميكانيكي والكيميائي، ووضع طبقة حماية بمادة البارلويد وكتابة الرقم التعريفي للعملة، وبعد الانتهاء من عمليات الصون تم التقاط الصور النهائية لكل عملة على حدة.

ويشير بيان المتحف غلى ان أقدم درهم في الكنز يعود إلى فترة حكم هرمز الرابع- كسرى الثاني (589-623م)، أي إلى أكثر من 1400 سنة، بينما ضرب أحدث درهم في الكنز في عهد الخليفة العباسي المعتصم بالله سنة (226هـ/ 840-841 م).

وسُكت عملات الموقع في عدد من الحواضر الإسلامية العريقة وهي: إسبانيا (الأندلس)، وفي شمال إفريقيا (الدولة العباسية)، ومصر، وسورية (دمشق)، والعراق وجنوب القوقاز، وفي شبه الجزيرة العربية، وإيران، وبلاد ما وراء النهر (آسيا الصغرى)، مما يُعطي لمحة شاملة عن الدور الذي لعبته عُمان خلال العهدين الأموي والعباسي.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون