"عيد الأعياد"

"عيد الأعياد"

15 ديسمبر 2014
يجسّد المهرجان طريقة التعامل الاستشراقية مع العرب كفولكلور
+ الخط -
تنظم بلدية حيفا منذ 19عاماً مهرجانات احتفالية وترفيهية مع بازار وسوق تجارية في وادي النسناس، بحجة الاحتفال بـ "التعايش" بين فلسطينيي حيفا العرب وبين سكانها اليهود. وتنطلق البلدية في مشروعها هذا من تفتيت الفلسطينيين في المدينة، ونزع هويتهم القومية والعربية وتحويلهم إلى مجرد طوائف وملل ونحل تشترك في الاحتفال بالأعياد التي تحل في ديسمبر/كانون الأول، بعيداً عن صخب وخلفيات الصراع العربي الإسرائيلي.
ويشكل المهرجان "صكاً من صكوك الغفران" وشاهد زور يغير حقيقة نكبة حيفا وما حل بأهلها، من طرد وقتل وتشريد، قبل 65 عاماً، إضافة إلى وسيلة لمحو كل سياسات التمييز والتهميش والمضايقات التي يعانيها فلسطينيو المدينة. ويرفض سكان حيفا الفلسطينيون بشكل عام المشاركة في الاحتفالات الزائفة، التي ترافقها بطبيعة الحال، مضايقات أمنية وفرض قيود على الحركة في الحي الذي يعيش فيه اليوم نحو عشرة آلاف فلسطيني.
وتقوم البلدية في إغلاق الحي ووضع رجال أمن مسلحين على مداخل الحي من جميع جهاته. كما يتم تفتيش زواره تحت ذريعة "الحفاظ على الأمن وسلامة الزائرين من اليهود". ويتحفظ غالبية سكان حيفا العرب من هذه مع أنه لم تتبلور لغاية اليوم حركة مقاطعة حاسمة وواضحة له.
وتستغل بلدية حيفا المهرجان كحلقة في مسلسل الدعاية الإسرائيلية وتصوير حيفا بأنها مدينة التعايش. وقال نعيم خوري، صاحب مخبز في شارع الخوري بحي وادي النسناس منذ عام 1956، "أنا ضد مهرجان عيد الأعياد لأنه لا يعود بالفائدة على أصحاب المصالح، البلدية تقوم بإغلاق الحي وتمنع السيارات من السير به، ويوم السبت هو الأفضل من ناحية مبيعات في المخبز فأنا أخسر كثيرا، فجميع الزبائن لا يستطيعون أن يصلوا إلى المخبز في أكثر يوم نبيع به وهذا ينطبق على غالبية المصالح التجارية مثل الملاحم".
ويقول الناشط الحيفاوي ومخطط المدن، عروة سويطات، "يجسّد المهرجان طريقة التعامل الاستشراقية مع العرب كفولكلور وتعايش الحمص والفول، تعايش الراكب والمركوب المزيّف دون التعبير عن الهوية والميراث والثقافة العربية الفلسطينية للحيّ والمدينة، فكان من الأحرى استثمار الملايين التي وضعت في المهرجان خلال السنين الطويلة، في ترميم وتطوير وتمكين حيّ وادي النسناس الذي يعاني من الإهمال وانعدام التطوير وأزمة سكن حادّة على مدار عقود".
وتابع سويطات "وكذلك من حيث طريقة إدارته غير الشفافة وغير الواضحة، إذ يتم إثقال العبء السياحي على الحيّ دون أن تعود فائدة المشروع للسكّان وتجار السوق في الحيّ من ناحية جماهيرية وثقافية واقتصادية".
وقال أحد سكان الحي وله متجر أيضا اسمه محفوظ في ملف التحرير: "ما هذا التعايش الزائف فقط بعيد الأعياد، فعندما نشهد أي توتر بين الفلسطينيين واليهود أول شيء يقومون به هو مقاطعتنا اقتصادياً وشاهدنا ذلك بعد العدوان على غزة. وغالبية الزائرين للمهرجان من اليهود يملؤون الشوارع بالقمامة والنفايات والبلدية تتأخر في تنظيف الشوارع. ويقومون في تفتيش أجسادنا كلما ندخل ونخرج لحماية أنفسهم فقط، بالإضافة إلى أنك لا تستطيع ركن سيارتك بجانب دارك وأي فائدة تعود علينا، غير وجع الرأس".

المساهمون