"صوت الميمز": عرض أدائي عن الجسد والعزلة

"صوت الميمز": عرض أدائي عن الجسد والعزلة

22 يونيو 2020
(سهير شرارة في عرض "صوت الميمز")
+ الخط -

ربما بدت فكرة العزلة والركون في البيت بشكل لا نهاية له جذابة في أولها، ولكن عندما بدأ الناس يشعرون بأنهم في حالة قسرية، ولا تظهر لها نهاية واضحة وقريبة أصبحت آلام هذه الرحلة أكثر وضوحاً ومخيفة أكثر من أي وقت مضى، ومملة أيضاً أكثر مما كنا نظن.

عن العزلة وعلاقة أجسادنا بها، وكيف نعيد تدويرها، ونتصارع معها من خلال هذه الأجساد، يدور عرض الفنانة الأدائية الشابة سهير شرارة الذي قدمته على حساب فيسبوك ضمن برنامج بثّ مباشر ينظّمه مركز "مدرار" للفن المعاصر في القاهرة، وهذا هو العرض الثامن منه.

تحاول الفنانة مقاربة الشعور العام بالبطء والتعرف على "رتم" الركود الخاص بها، أما الحركات التي تقوم بها فكأنها تنفيذ خطة اعتباطية لتمرين الجسد ولتحريكه في كلّ اتجاه، لأن عدم الحركة يمكن أن يؤدي بسرعة إلى كلّ مشكلات المزاج والتعب والسأم.

ترتدي الفنانة الأسود في الأسود وخلفها تظهر غرفة خالية، الجدار لاعب أساسي أمام الشاشة، وهي تقف بيننا وبينهما وتذهب في الاتجاهين، لا يمكن القول إن شرارة تظهر كفنانة أدائية محترفة، لكنها تقدّم محاولاتها في التغلّب على العزلة، ليس عزلة الذات بل على وجه الخصوص عزلة الجسد.

وربما كانت الحركة الهزيلة التي قدّمتها مقصودة، فهي في نهاية الأمر تتناول أثر العزلة وذلك الشعور بالتعثّر والثقل في حركة الجسم، كما أنها في الوقت نفسه تحاكي فتيات "التوك توك" وتفكك المشهد الذي بات مألوفاً لفتيات يظهرن وحدهن ويحاولن الترفيه على طرف مجهول والاستحواذ على انتباهه لأكبر وقت.

تتنوّع الموسيقى الخلفية وتتعدّد، وتكاد تكون حركة الجسد واحدة وربما هنا كان الخطأ الذي خذل العرض، فحتى في العزلة وأمام مساحة الشاشة الضيقة يمكن لجسد المؤدي أن يجدّد ويبتكر في الحركة بدلاً من الدخول في حالة مونوتونية، حتى وإن كانت هذه هي الآثار الأولى للعزلة.

عانى العرض من المشاكل التقنية المتعلّقة بضعف الإنترنت وتقطّع الحركة والصور وعدم وضوحها، ويأتي ضمن برنامج "خلف الأبواب" الذي أطلقه فضاء "مدرار" ويشمل مجموعة من العروض الأدائية الحية تقام مرتين من كلّ أسبوع وتتواصل حتى الأيام الأولى من تموز/ يوليو المقبل.

تقوم مبادرة "مدرار" على مشاركات الفنانين في أعمال يجرّب فيها مجموعة من الفنانين الذين يمارسون الوسائط الأدائية عبر أدوات رقمية جديدة لتعطيل القيود الحالية على التجمّع، حيث تُؤدّى إبداعاتهم الفنية على الهواء مباشرة خلف أبواب مغلقة للوصول إلى جمهور أوسع.

المساهمون