"سهرانين معاكم بالبيت"... عودة إلى نشأة التلفزيون الأولى

"سهرانين معاكم بالبيت"... عودة إلى نشأة التلفزيون الأولى

09 مايو 2020
"إغلب السقا" محاولة لكسب جمهور الممثل المصري (فيسبوك)
+ الخط -
فجأةً، خرجت بعض المحطات التلفزيونيّة ببرامج جديدة، وذلك في محاولة للتخفيف من العزل المنزلي الذي لا يزال يعيشه العالم جرَّاء انتشار فيروس كورونا. من هذه البرامج، مثلاً، قدمت فضائيَّة MBC برنامج "سهرانين معاكم بالبيت".

اللافت في الأمر أن العجلة والسرعة لإطلاق برنامج مسابقات، مع الاستعانة بالفنانَيْن سيرين عبد النور وأحمد فهمي (حوصر في لبنان بعد إقفال مطار بيروت) لم تكن لصالح برنامج MBC. المحاولة متسرَّعة جدًا، خصوصاً في ديكور البرنامج في استديوهات MBC في بيروت، إذْ ظهر الديكور ضعيفًا جدًا من الناحية الفنية والجماليَّة، كما أنّ الأسئلة التي تطرح ضمن البرنامج، جاءت دون معرفة المعايير والأسس التي استند إليها المشرفون، من أجل التواصل مع المشاهدين العاديين، واختبارهم عبر مجموعة من الأسئلة الساذجة التي تعود بنا إلى أيام نشأة التلفزيون الأولى.

ويبدو أن الاستعجال في طرح البرنامج، بدون وجود فريق عمل قادر على إنجازه بالشكل المطلوب، ربما لضرورات الالتزام بالحجر، جاء بنتيجة ضعيفة. إذْ ليس "سهرانين معاكم بالبيت" سوى وقت ضائع في المحطة، من أجل استغلال عبد النور وفهمي، ووضعهما في قالب مشتت، مبني من الحوارات مع الناس وبعض الفنانين الذين قبلوا الظهور عبر تقنية "سكايب" لدقائق معدودة. طبعًا دون إغفال الأسئلة التي تطرحها عبد النور وزميلها في الاستديو أحمد فهمي على المشاهد العادي، والتي جاءت أسئلة متوقّعة وغير مفيدة أيضًا. أكثر من عشر حلقات عُرِضَت حتى اليوم من البرنامج، ولم تظهر أي إضافة على مستوى عمق وجديّة الأسئلة المطروحة. على العكس، يصل الأمر أحياناً إلى أسئلة مثل، ماذا تُسمَّى وصلة الشعر (أكستِنْشن)، أو ماذا تسمى الحاسة الإضافيَّة لدى الإنسان؟ كل ذلك يأتي في إطار من التشويق المفتعل الذي تعتمده سيرين عبد النور ويحاول زميلها فهمي مساندتها في الهرج الذي يغزو الشاشة السعودية هذا الموسم.

أما برنامج "إغلبْ السقا" على المحطة نفسها، فيبدو مجرَّد محاولة لكسب جمهور السقا في القاهرة تحديداً. وهذا توجه عام تتقصَّده المحطة السعودية لكسب ثقة المشاهد المصري هنا. بينما يقصد برنامج "سهرانين معاكم بالبيت" المشاهد السعودي.


يبدو أداء أحمد السقا في برنامج "إغلب السقا" عفويًا، وذلك في المبارزة مع ضيوفٍ معظمهم من الصف الأول. لكن دخول رزان مغربي إلى البرنامج، فتح السؤال عما إذا كان يلزم لبرنامج مسابقات، مراسلة أو مقدمة ربط فقرات، وذلك في محاولةٍ للتوفيق بين النجم صاحب البرنامج وبين الضيوف. ولو كان ذلك حقيقة، يبرز السؤال، ما الذي أراده السقا من وراء تحديه لمجموعة من زملائه على خشبة واحدة؟ وهل فعلاً ذلك يبقيه ضمن دائرة الضوء وتبني شركة "الصبّاح" لكافة أعماله الدرامية. علمًا أنَّ برنامج "إغلب السقا" وهو من إنتاج "الصباح"، وبِيْع للمحطة السعودية بناء على عقود موقعة مسبقاً بين الطرفين.

دلالات

المساهمون