"سامحني"... الفيلم التونسي الذي تُوفّيت مخرجته قبل أن تشاهده

"سامحني"... الفيلم التونسي الذي تُوفّيت مخرجته قبل أن تشاهده

21 ديسمبر 2018
لعب عابد فهد دور عالم الآثار (الملف الصحافي للفيلم)
+ الخط -
في عرض خاص للصحافيين في مدينة الثقافة في العاصمة التونسية، عُرض فيلم "سامحني" للمخرجة التونسية الراحلة نجوى الإمام سلامة. الفيلم الروائي الطويل الأول والأخير لهذه المخرجة أرادت من خلاله البحث في لعبة الحياة والموت التي نعيشها يومياً والتي عاشتها هي من خلال شخصيات فيلمها. فالمخرجة علمت أنها مريضة بالسرطان في مراحل متقدمة قبل الشروع في تصوير الفيلم، لذلك وصلت الليل بالنهار حتى تنتهي من إنجاز فيلمها قبل وفاتها ونجحت في أن تنهي تصوير الشريط قبل وفاتها بأيام. وقد تولى بعد ذلك الفريق المصاحب لها إنهاء عملية المونتاج والتركيب ليخرج الفيلم إلى قاعات السينما التونسية هذا الأسبوع.

الفيلم يحكي قصة قاض فاسد وعالم آثار تمّ الخلط بين ملفيهما الطبيين فتمّ إعلام القاضي بأنه مصاب بمرض السرطان في مراحل متقدمة وأن أيامه معدودة في هذه الحياة. بينما تمّ إعلام عالم الآثار بأنه يعاني من وعكة صحية خفيفة سيتعافى منها سريعاً ليتضح بعد ذلك أنه حصل خلط في الملفات الطبية وأن الحقيقة على خلاف ذلك.


وهنا تنطلق رحلة المراجعات للقاضي الفاسد، الذي اتضح أنه هو من حكم على عالم الآثار ظلماً بالسجن عشر سنوات، ما تسبب له في مرض سرطان الرئة.

الفيلم، حاولت مخرجته الراحلة نجوى الإمام سلامة البحث في مسألة الحياة والموت والرحلة بينهما فوفقت أحياناً وفشلت في أحيان أخرى. وتميز الممثل السوري عابد فهد في أداء دور عالم الآثار رغم عدم إتقانه اللهجة التونسية، ما جعله يمثل بملامح وجهه وجسده أكثر من اعتماده على الحوار، فكان عدد الجمل التي نطقها في الفيلم محدودا جدا. بينما لم ينجح الممثل التونسي محمد علي بن جمعة في أداء دور القاضي، فكان مروره باهتاً، ما أفقد الفيلم الكثير من ألقه.

"سامحني" أرادته مخرجته الراحلة نجوى الإمام سلامة حديثاً عن معاناة الإنسان في مسيرة الحياة التي لن يتوجها إلا الموت، حيث أكد زوجها رضا سلامة أن "سامحني" هي آخر كلمة قالتها المخرجة الراحلة قبل رحيلها بثلاث ساعات. وأكد أنه كان يعتقد أنها ستتراجع عن تنفيذه بعد علمها بمرضها، لكن أظهرت الكثير من القوة وتفوقت على السرطان حتى اكتمال العمل.

المساهمون