"داعش" يعد لحرب استنزاف في ريف حماة الشرقي

"داعش" يعد لحرب استنزاف في ريف حماة الشرقي

25 يوليو 2016
فصائل المعارضة تقصف مواقع للنظام بريف حماة (الأناضول)
+ الخط -

تجددت المواجهات العسكرية بين قوات النظام والمليشيات الموالية من جهة وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من جهة أخرى، في ريف حماة الشرقي، بعد إعلان التنظيم عن إسقاط طائرة حربية للقوات النظامية، وقتل وجرح العشرات من عناصرها.

في هذا السياق، يكشف عضو مركز "حماة الإعلامي" حسن العمري، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "عناصر داعش أسقطوا طائرة حربية للقوات النظامية فوق ريف حماة الشرقي، يوم السبت، عبر استهدافها بالمضادات الأرضية أثناء المعارك العنيفة الدائرة بين الطرفين، بحسب وكالة أعماق الإخبارية التابعة للتنظيم".

ويضيف: "كما استأنف التنظيم هجومه على نقاط تمركز القوات النظامية في محيط قرى المفكر وتل التوت، وبالقرب من خط النفط في قرية عقارب، جنوب شرقي سلمية بريف حماة الشرقي، حيث تمكن مسلّحو داعش من قتل 17 عنصراً للنظام وجرح آخرين خلال هذه المعارك". ويلفت إلى أنه في "ليلة السبت وصلت نحو 15 جثة لعناصر من القوات النظامية، قُتلوا في معارك الريف الشرقي، إلى مستشفى السلمية".

وكان الطيران الروسي قد ارتكب مجزرة مروّعة في قرية سوحا بريف حماة الشرقي، راح ضحيتها سبعة من المدنيين، قضوا تحت الأنقاض، إضافة إلى عدد كبير من الجرحى. كما قُتل مدنيان اثنان وجُرح سبعة آخرون بقصف للمقاتلات الروسية على قرية حمادة عمر، بريف حماة الشرقي، إضافة إلى دمار كبير بمنازل الأهالي".



ويتواجد "داعش" في ناحية عقيربات سوحا وأم ميل، وناحية البلعاس بريف حماة الجنوبي فقط، وهي مناطق مفتوحة على مناطق سيطرته في الرقة ودير الزور، عبر بادية مترامية الأطراف، في حين يتواجد "جيش الفتح"، في ناحية الحمرا وعطشان وقصر علي وعرفة وأم حارتين.

في المقابل، تتواجد قوات النظام في الشيخ هلال، وصولاً إلى مدينة السلمية، الفاصلة بين مناطق المعارضة ومناطق "داعش"، وفي جنوب مناطق الأخير في ريف حماة الشرقي، هناك تواجد للمعارضة في بلدة جب الجراح، المتصلة بريف حمص الشمالي، تجاورها كل من باب الهوى والمخرم الفوقاني التابع إدارياً لريف حمص، الخاضعتين لسيطرة قوات النظام.

وترى مصادر معارضة أن "داعش ما زال يمتلك حرية الحركة على مساحات واسعة من الأراضي السورية، تمتد من ريف حلب والرقة ودير الزور إلى الريف الشرقي لكل من حماة وحمص، مع امتدادهما مع البادية السورية وصولاً إلى ريف السويداء وريف دمشق جنوباً. وهناك على ما يبدو، لم تنجح استعادة القوات النظامية لمدينة تدمر والقريتين، والعمليات العسكرية الهادفة للسيطرة على مدينة السخنة، في قطع طرق إمداد داعش لريف حماة الشرقي، لامتلاكه طرقاً صحراوية تؤمن له تنقلاته".

وتبيّن المصادر أن "سيطرة التنظيم على الريف الشرقي لريف حماة، القريب من مدينة السلمية، سمحت له في إطباق الحصار على ريف حماة الجنوبي الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة، وريف حمص الشمالي، حيث كانت تلك المناطق بوابة لها إلى المناطق الشمالية الخاضعة لسيطرة المعارضة وصولاً إلى تركيا. ما كان يؤمن لها طريق إمداد وحيداً للمواد الغذائية والذخيرة، أما اليوم فهم تحت رحمة القوات النظامية والمليشيات الموالية لها، إذ يتم إدخال المواد عبر حواجز النظام لكن بالحدود الدنيا مقابل مبالغ مالية كبيرة، إضافة إلى ما قد يصل عبر طرق التهريب الخطرة جداً، التي شهدت مقتل العشرات من الأشخاص".