"جنيف 2": الائتلاف يُحرج النظام والمفاوضات مهدّدة!

"جنيف 2": الائتلاف يُحرج النظام والمفاوضات مهدّدة!

13 فبراير 2014
+ الخط -

بندٌ واحد، من أصل أربعة وعشرين، وافق وفد النظام السوري في جنيف على مناقشته. وردت البنود في وثيقة قدّمها وفد "الائتلاف" السوري المعارض وتضمنت رؤية شاملة للمرحلة الانتقاليّة في سوريا. وفي الوقت الذي تبدو فيه المفاوضات مهدّدة بالانهيار، يلتقي، في هذه الأثناء، الوسيط الدولي، الأخضر الإبراهيمي، مسؤولين روساً وأميركيين بغية دعم المسار التفاوضي. في حين تقدّمت روسيا بمشروع قرار مضاد لمشروع القرار الغربي بخصوص المساعدات الإنسانيّة لسوريا.

وكان وفد "الائتلاف" قد تقدّم بوثيقة شاملة للمرحلة الانتقاليّة في سوريا. وذكر المتحدّث باسم الوفد، لؤي صافي، أن فحوى الوثيقة يستهدف "خلق بيئة محايدة لانتخاب جمعية تأسيسية والاستفتاء على دستور جديد، وإيقاف العنف، وإيجاد آلية لمحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق السوريين، والمواطَنة دون تمييز.."، فضلاً عن طرح الوثيقة لمسألة إخراج المقاتلين الأجانب من الأراضي السوريّة.

وأعلن نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، موافقته على النقاش في مسألة "طرد المقاتلين الأجانب"، لكنه عاد وأعلن، اليوم، أنّ وفد النظام يرفض العمل وفق ما دعاه جدول أعمال الوفد المعارض الذي "يفصّلونه في أذهانهم، أو يفصّله لهم مَن يقف خلفهم". وتعليقاً على انتظار المعارضة رد الوفد الحكومي، قال: "فلينتظروا طويلاً، لأننا نؤكد على أننا نحترم ورقة جنيف". في حين اعتبر وزير الإعلام السوري وعضو وفد النظام إلى "جنيف 2"، عمران الزعبي، أنّ ما قدمه وفد "الائتلاف" كان "دراسة أميركية قاموا بقراءتها فقط".

بدوره، أعاد المتحدّث باسم وفد "الائتلاف" التذكير بأنّه "في حال تعطيل المفاوضات، فإنّ بيان جنيف 1 يلزم الوسيط الدولي بتقديم تقرير إلى مجلس الأمن لمناقشة الموضوع تحت الفصل السابع". وقال كبير المفاوضين في الوفد المعارض، هادي البحرة: "نحن على قناعة بأنه من الواجب على الراعيين الأساسيين لهذا المؤتمر التعاطي الجدي مع عملية التفاوض".

وكان القلق من انهيار المفاوضات، التي بدأت في العاشر من الجاري، قد دفع الوسيط الدولي إلى تقديم اجتماعه مع نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، ونائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، يوماً واحداً عن موعده المقرر، وذلك في محاولة لإقناع البلدين بالضغط على الطرفين السوريين.

على صعيد آخر، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم، إن موسكو قدمت مسوّدة قرار إلى مجلس الأمن الدولي في شأن "محاربة الإرهاب" في سوريا، بالإضافة الى نسختها الخاصة بقرار يتعلق بتوصيل المساعدات إلى هناك. ويأتي مشروعا القرارين الروسيين كردّ على مشروع قرار غربي يتعلق بإيصال مساعدات إنسانيّة إلى سوريا، واعتبرت موسكو أن القرار الذي أعدته أستراليا ولوكسمبورغ والأردن يمّهد لتدّخل عسكري.

على الصعيد الإنساني، أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن "ما يزيد عن 20 ألف لاجئ سوري وصلوا إلى تركيا منذ بداية العام 2014، ويُعدّ ذلك أكبر تدفق للاجئين منذ مطلع عام 2013". وأعلن "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، اليوم الخميس، أن 4959 شخصاً على الأقل قتلوا في سوريا منذ بدء مفاوضات "جنيف 2"، في الـ22 من ديسمبر/كانون الأول الماضي. وأضاف المرصد أن "هذا هو أكبر عدد من القتلى يسجل في فترة ثلاثة أسابيع منذ اندلاع الثوّرة في آذار/ مارس 2011.

المساهمون