"جرش 2015".. ما لا يخفى على أحد

"جرش 2015".. ما لا يخفى على أحد

02 يونيو 2015
مدينة جرش الأثرية (تصوير: آدم بريتي)
+ الخط -

قرابة 90% من برنامج "مهرجان جرش للثقافة والفنون"، في دورته الثلاثين، التي تعقد بين الثالث والعشرين من تموز والأول من آب المقبلين، تمّ تخصيصها للجانب الثقافي"، ذلك ما أُعلن اليوم، في مؤتمر صحفي لرئيس اللجنة العليا للمهرجان عقل بلتاجي، ومدير المهرجان محمد أبو سماقة، وهي نسبة عالية، غير أنها أبعد ما تكون عن الواقع.

المهرجان الذي يحاول الاستفادة من الأحداث التي راحت تعصف بجلّ دول المنطقة، عبر ملء الفراغ الذي خلّفه تعطل مهرجانات مجاورة عديدة، حشد عشرات المطربين والمطربات من أرجاء الوطن العربي، إضافة إلى فرق فنية من هنا وهناك، على الصعيد الفني.

أما على الصعيد الثقافي فثمة أربع أمسيات شعرية، يشارك فيها عدد من الشعراء العرب والأجانب، في المدينة الأثرية، وثلاث جلسات فكرية وثقافية، وأمسيات شعرية في عمّان، بمشاركة عدد من الشعراء الأردنيين وعرب، ممن اعتاد جمهور المهرجان عليهم في دوراته السابقة.

من هؤلاء الشعراء، نزيه أبو عفش وصقر عليشي من سوريا، وعبد الناصر صالح وسليمان دغش ويوسف المحمود من فلسطين، وعلاء عبد الهادي من مصر، ومحمد صابر عبيد وعبدالمنعم حمندي من العراق. ومن الأردن، يوسف عبد العزيز، وناصر شبانة، ومها العتوم وراشد عيسى، وزليخة أبو ريشة.

وإذا كانت إدارة المهرجان أكدت "أن دورة هذا العام تأتي في أجواء لا تخفى على أحد"، وتفهُّماً لذلك كله، فإنها ارتأت أن "إشعال شمعة أفضل ألف مرة من لَعْن الظلام"، من خلال تلك "الفعاليات التي ستتكفل بإحياء الدور الثقافي والفكري والحضاري للمهرجان من جديد"، بحسب رئيس اللجنة العليا للمهرجان، الذي يريده "عصفاً فكرياً تشارك فيه مختلف الآراء والثقافات والتوجهات"، بيد أن آلية تحقيق تلك "الرؤية" على أرض الواقع تبقى سؤالاً جديداً، يضاف إلى أسئلة أخرى، من مثل: أين هي نسبة 90% من الفعاليات التي خصّصت للثقافة؟ وأين جديد المهرجان على الصعيد الثقافي؟ في الحقيقة ثمة أسئلة تعصف.. ليس إلا.

ربّما لم ينتظر المثقف الأردني شيئاً من المهرجان، غير ما اعتاد عليه في دوراته السابقة، لكن المرحلة تقتضي اعتماد استراتيجية "التفكير خارج الصندوق"، فثمة من يريد أن يبتهج ويفرح، وله الحق في ذلك، لكن ثمة من يريد أن يعيش بسلام، من دون تهديد من هنا أو هناك. وهنا يمكن تفعيل دور المهرجان في إشاعة التنوير وتجلياته الثقافية والفنية، أما تكريس المُكرّس، من جهة ضيوف المهرجان أو من جهة طبيعة فعالياته، فلن يزيد الحالة إلا تخبّطاً وسطحية.

المساهمون