"تبيُّن" في عددها 13: المثقف وصوره الرائجة

"تبيُّن" في عددها 13: المثقف وصوره الرائجة

06 اغسطس 2015
أسامة دياب / فلسطين
+ الخط -

ظهر منذ أيام العدد الثالث عشر من مجلة "تبيّن للدراسات الفكرية والثقافية" التي يصدرها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات". عدد يتصدّى لإشكالية "المثقف" ودوره في متغيّرات العالم العربي، إلى جانب مواضيع أخرى.

المقال الافتتاحي كان دراسة لرئيس تحرير المجلة عزمي بشارة بعنوان "مقاربات نقدية للرائج حول المثقف"، إذ يقارب المفكر العربي مجموعة من التصوّرات الرائجة حول المثقف، من "الأنتلجنسي" إلى "المثقف العمومي" مروراً بالمثقف العضوي"، لينطلق منها إلى رسم حدود واضحة بين "المثقف" والعامل في مجال معرفي. يربط بشارة بعدها المثقف بسياق الثورة، معتبراً أن "المثقف الثوري هو الذي يحافظ على مسافة نقدية ليس مع النظام بل من الثورة أيضاً".

في باب الدراسات والأبحاث، نقرأ بحثاً لبنسالم حمّيش"عن المثقفين وتحوّلات الهيجمونيا"، يناقش فيه الكاتب المغربي أدوار المثقفين العرب في الأزمات المتتالية التي يتعرّض لها العالم العربي. الدراسة كانت قد ألقيت في شكل محاضرة خلال المؤتمر السنوي الرابع للعلوم الاجتماعية والإنسانية الذي عقد في مراكش، من 19 إلى 21 آذار/ مارس 2015.

مقاربة أخرى لـ "المثقف" يقدّمها الأكاديمي اللبناني خالد زيادة، من خلال دراسته "المثقف والعسكري"، حيث يستعرض تطوّر العلاقة بين المثقف والعسكري، ضمن إطارين مكانيّين معيّنين هما القاهرة واسطنبول كمدينتين شهدتا بواكير التحديث في العالم العربي والإسلامي.

ضمّ العدد، كذلك، بحثاً لـ فريدريك معتوق، يحمل عنوان "مثقفو الإنسيكلوبيديا الفرنسية ومثقف دائرة المعارف العربية"، يقارن فيه بين الطريقة التي اعتُمدت في إنتاج الإنسيكلوبيديا الفرنسية المعروفة في القرن الثامن عشر، وتلك التي اعتُمدت في إنتاج "دائرة المعارف العربية" على يد بطرس البستاني في أواخر القرن التاسع عشر.

كما نقرأ بحث علي الصالح مولى، "هل من حاجة اليوم إلى مثقَّف هُوَوِي؟". اعتمد مولى مدخلين؛ الأول تاريخي وظيفي، والثاني تاريخي نقدي لبوغ إشكاليته المركزية في النظر في موجبات انتهاء زمن المثقَّف الهُوَوي وبروز زمن الـ "ثينك تانكس" Think Tanks.

وفي آخر المواضيع المتعلقة بالموضوع الرئيس، نقرأ لـ عبد العلي حامي الدين دراسة بعنوان "المثقَّف في السياق العربي الإسلامي، سؤال الإصلاح السياسي في المغرب في بداية القرن العشرين"، يستعرض الباحث نماذج من المثقَّفين من النخبة المغربية، في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

في باب "من المكتبة"، نجد ترجمة ثائر ديب لمقال للفيلسوف الألماني فالتر بنيامين "كلام على جمع الكتب". كما نقرأ مقال عبد الدائم السلامي، "المقدّس معيناً لبلاغة الأدب"، ومقال طيرشي كمال "الفلسفة الروحانية عند هنري برغسون".

وفي بحث فلسفي، يتناول فؤاد مخوخ تطوّر الفلسفة الكانطية بعد رحيل مؤسسها في مقال بعنوان "كانط والكانطيون الجدد"، كاشفاً مجموعة من التصوّرات الفلسفية التي ظهرت بعد الفيلسوف الألماني.

يُختتم العدد بباب "تقارير"، وفيه نقرأ تقرير إبراهيم القادري بوتشيش حول المؤتمر السنوي الرابع للعلوم الاجتماعية والإنسانية، "أدوار المثقفين في ظل التحولات التاريخية".

المساهمون