"المركز العربي" يرجّح سعي واشنطن إلى التخلص من المالكي

"المركز العربي" يرجّح سعي واشنطن إلى التخلص من المالكي

09 يوليو 2014
من المعارك التي يشهدها العراق (الأناضول/Getty)
+ الخط -

صدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، اليوم الأربعاء، تقدير موقف بعنوان "معضلة أوباما العراقية وخياراته تجاهها"، جاء فيه أن العراق يقف على أبواب التقسيم والحرب الأهلية، بفعل عوامل عدة، وأنه لا يوجد خيار أميركي مثالي في العراق؛ فجملة التناقضات القائمة، والتطورات الأخيرة، ومنها تهاوي الجيش العراقي في الموصل، تجعل اجتراح هذا الخيار صعباً. كما أن التحرّك عسكريًّا من دون تغيير في المعادلة السياسية العراقية، يعني موضوعيًّا تحالفًا أميركيًّا مع إيران والنظام السوري المؤيّد لنوري المالكي، وهو الذي دخل على خطّ الأزمة بقصف طائراته الحربية، أواخر الشهر الماضي، مناطقَ حدودية بين البلدين. وبهذا، فإنّ الولايات المتحدة قد تجد نفسها، مرةً أخرى، في خدمة مصالح الحلف الإيراني-السوري-الشيعي العراقي ضدّ مصالح حلفائها في دول الخليج العربي، وضدّ مطالب العراقيين المشروعة. أمّا عدم التحرّك عسكريًّا فقد يعني مزيدًا من تنامي قوّة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسورية "داعش" في البلدين وما وراءهما، وصولًا إلى تهديد استقرار الأردن والسعودية؛ وقد يعني، أيضًا، سقوط بغداد نفسها بيد التنظيم.

وضمن جملة معطيات متناقضة، فإنّ الخيار الأكثر ترجيحًا، هو أن تسعى الولايات المتحدة إلى حلّ إقليمي، يشمل السعودية ودولًا خليجية أخرى والأردن وتركيا، كما يشمل الأكراد وإيران. وقد يكون عنوانه الأبرز التخلّص من المالكي، مثلما يطالب قياديون في الحزبين الديمقراطي والجمهوري في واشنطن، والبحث عن شخصية عراقية من ضمن التحالف الشيعي تكون أقلّ استقطابًا منه، وذلك في أفق تفكيك "حلف الضرورة" ما بين مقاتلي العشائر السنّة و"داعش"، قبل توجيه ضربة عسكرية أميركية للأخير.

ويرى "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، أنه ينبغي ألا يحول هذا كلّه دون توقّع الأسوأ، والعمل على منعه إذا أمكن؛ فالغزو الأميركي حطّم العراق، وفتّته طائفيًّا وعرقيًّا، وأتبع المالكي ذلك بسياساتٍ رعناء كرّست الجريمة الأميركية الأولى. وإذا انزلقت الأمور باتّجاه حربٍ أهلية شاملة، قد يصل أوباما إلى ما يطالب به الإسرائيليون اليوم، وكان نائبه، جوزيف بايدن، قد دعا إليه عام 2006 عندما كان سيناتورًا في مجلس الشيوخ (مستندًا إلى تنظيرات استشراقية وصهيونية أنّ العراق كيان مصطنع)، وهو خيار التقسيم، بحجّة أنّه لن يكون عراقيًّا أكثر من العراقيين.