"الفراعنة المحاربون": حفريات في المؤسسة العسكرية

"الفراعنة المحاربون": حفريات في المؤسسة العسكرية

17 ابريل 2020
(رمسيس الثاني في نقش يصوّر معركة قادش ضدّ الحثيين)
+ الخط -

تشير المصادر التاريخية إلى أن المصريين القدماء لم يضطروا إلى بناء جيش عند تأسيس ممالكهم الأولى على نهر النيل، حيث ساهمت التضاريس الطبيعية في حمايتها مع وجود صحراء ممتدّة شرقاً وغرباً، إلا أن احتلال الهكسوس لأراضيهم بحلول عام 1675 ق. م، واستمراره قرابة قرن، دعاهم إلى تأسيس قوة عسكرية دفاعية قامت بمهمّات هجومية في زمن لاحق.

"الفراعنة المحاربون: دبلوماسيون وعسكريون" عنوان الكتاب الصادر حديثاً ضمن سلسلة "اعرف حضارتك" في "مكتبة الإسكندرية"، للأكاديمي والباحث في علم الآثار حسين عبد البصير، الذي يضيء العقيدة التي استند إليها إنشاء جيوش حافظت على البنية نفسها لمئات السنين.

يوضّح الباحث مصطفى الفقي في المقدمة بأن الكتاب يوثّق لأبرز الملوك والقادة العسكريين في مصر القديمة، والدور الذي لعبوه في الحفاظ على حدود بلادهم، وأهم الحملات التي قادت إلى توسيع الرقعة الجغرافية لدولهم التي امتّدت في مراحل مختلفة من التاريخ.

ويتناول عبد البصير نظام الحكم الذي ساد في الحضارة المصرية القديمة، حيث كان الملك مصدر كلّ السلطات؛ الدينية والدنبوية، ويمتلك الحق في إصدار المراسيم والقوانين التي تكفل تحقيق العدالة والأمن والاستقرار للمجتمع، وتعيين كافة المسؤولين المدنيين والعسكريين.

كما يلفت صاحب كتاب "العيش للأبد: تمثيل الذات في مصر القديمة" إلى أن الطبيعة المسالمة لدى المصري القديم، والتي يعزوها المؤرخون إلى نمط الزراعة المستقر لقرون عديدة بالاعتماد على فيضان النهر المنتظم، خلافاً لممالك نهرية مجاورة سبّبت مواسم الجفاف المتكرّرة تحوّل سكّانها إلى الغزو والصيد لتأمين مصدر رزقهم، وبذلك بُنيت العقيدة العسكرية المصرية على الدفاع بشكل أساسي.

ويستعرض الباحث طبيعة النظام وسياساته التي انعكست في المجال العسكري من خلال تتبّع المسار التاريخي منذ طرد أحمس الأول للهكسوس، مروراً بتحتمس الثالث الذي يعدّ من أبرز القادة في تاريخ مصر ببنائه القلاع والحصون وتطوير الأسلحة التي استخدمها جيشه وحملاته الناجحة باتجاه النوبة وبلاد الشام، ساعدته بذلك خبراته العسكرية المديدة قبل استلام الحكم، ورمسيس الثاني الذي شهد عهده نهضة عمرانية كبيرة ووُقعّت في عهده معاهدات سلام تاريخية مع الحثيين في الشمال، وليس انتهاء بأخناتون الذي يعدّ من أضعف الملوك حيث فقدت مملكته أراضِ عديدة كانت تحت سيطرتها.

يُذكر أن حسين عبد البصير وضع العديد من الدراسات والروايات منها: "ملكات الفراعنة... دراما الحب والسلطة"، و"أسرار الآثار: توت عنخ آمون والأهرامات والمومياوات"، و"البحث عن خنوم".

المساهمون