"العمال الكردستاني" يتحرك لتخفيف قيود تفرضها أربيل على عناصره

"العمال الكردستاني" يتحرك لتخفيف قيود تفرضها أربيل على عناصره

04 سبتمبر 2019
+ الخط -

يسعى حزب العمال الكردستاني، منذ أيام، عبر حراك واسع له سخّر من خلاله شخصيات كردية قومية وحزبية مختلفة في السليمانية وأربيل، إلى تخفيف الخناق الذي تفرضه قوات "الأسايش" على مصالح الحزب ونشاطاته في مناطق قنديل ومخمور وسيدكان وسوران، وذلك عقب تورط حزب العمال الكردستاني في عملية اغتيال نائب القنصل التركي، عثمان كوسه، نهاية يوليو/تموز الماضي، في مطعم داخل مدينة أربيل.

ووفقا لمصادر سياسية في الحزب الديمقراطي الكردستاني بمدينة أربيل تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن قيادات الحزب باشرت حراكا واسعا يستهدف نوابا ببرلمان الإقليم وأعضاء في الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، للضغط على حكومة أربيل بهدف تخفيف حدة الإجراءات التي تفرضها قوات "الأسايش" الكردية (الأمن العام) على أنشطة ومصالح الحزب، وكذلك لإطلاق سراح عدد من عناصره ومقربين منه تم اعتقالهم بعد حادثة اغتيال نائب القنصل التركي.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن الحزب لجأ إلى شخصيات قومية كردية وأخرى قبلية موجودة في كردستان العراق للتوسط لدى حكومة الإقليم.

وأوضحت أن بعض ممثلي السليمانية في برلمان كردستان يتعاطفون مع الحزب التركي المعارض، بخلاف قيادات وأعضاء "الحزب الديمقراطي الكردستاني" في أربيل يناصبون "العمال الكردستاني" العداء.

وبينت المصادر أن العمال الكردستاني يريد تخفيف الضغط والحصار عن أسر عناصره في تنقّلهم، إذ يضيّق الأمن عليهم، خاصة في مناطق قنديل ومحيطها ومنطقة مخمور، منذ نحو شهر ونصف، ويفرض إجراءات تفتيش دقيقة للداخلين إلى دهوك والخارجين منها، عدا عن فرض إجراءات أخرى حول نقل مواد غذائية ومؤن ووقود من داخل مدن كردستان إلى معاقله التقليدية في سفوح جبال قنديل، معتبرا أن تلك الإجراءات بمثابة حصار من أربيل.

إلى ذلك، التقى وفد ضم برلمانيات من "حزب الشعوب الديمقراطي" التركي المقرب من المعارضة الكردية، برئيسة إقليم كردستان، ريواز فائق.

وقالت وسائل إعلام كردية إن الجانبين ناقشا قضايا عدة، أبرزها "التهديدات" التي تواجه ما وصفته بـ"المكتسبات الكردستانية".

وبعد اللقاء عقد الوفد الزائر مؤتمرا صحافيا في إقليم كردستان قالت فيه النائبة الكردية عن "حزب الشعوب"، فلك ناز أوجا، إن اللقاء بحث الحصار الذي ما يزال مستمرا على مخيم مخمور الذي يضم الآلاف من الأسر الكردية التي انتقلت من تركيا إلى كردستان منذ نحو عقدين ونصف، موضحة أن "المكتسبات الكردية تواجه خطرا في كردستان، وفي سنجار تحديدا".

وبعد اغتيال الدبلوماسي التركي في أربيل، قبل نحو شهر ونصف، تعرّض مخيم مخمور الذي يضم لاجئين أكرادا أتراكا محسوبين على "العمال الكردستاني" دخلوا العراق في تسعينيات القرن الماضي إلى قصف تركي بعد معلومات أمنية عن اختباء متورطين في اغتيال نائب القنصل التركي في المخيم.

والشهر الماضي، دعا رئيس "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، مسعود البارزاني، إلى تسليم مدينة سنجار في محافظة نينوى إلى أهلها. وتخضع مدينة سنجار منذ تحريرها من "داعش" عام 2015، إلى سيطرة فصائل من "الحشد الشعبي"، ومليشيا محلية تُسمّى "وحدات حماية سنجار"، تابعة لحزب "العمال الكردستاني"، كما تنتشر مقرات لـ"العمال الكردستاني" في قرى واقعة في محيط المدينة.