"الظلام" في مصر يطمس ملامح معابد الأقصر

"الظلام" في مصر يطمس ملامح معابد الأقصر

18 مارس 2014
الأقصر تحوي ثلث أثار العالم
+ الخط -

يطمس الظلام يوميا ملامح مدينة الأقصر التي تحوي ثلث أثار العالم جنوب مصر، بسبب تكرار انقطاع التيار الكهربائي، ما أثار غضب العاملين في القطاع السياحي الذين يأملون في عودة الحركة الوافدة، بعد غياب ملحوظ على مدار أكثر من ثمانية أشهر ماضية.

وأصاب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة حركة الأسواق بالجمود، لتغلق المحال التجارية أبوابها، فيما يستسلم العاملون في مختلف القطاعات والمواطنون إلى أن يقبعوا بمنازلهم بسبب الظلام.

وقال الخبير السياحي جمال أحمد محمود، إن قطع التيار عن السائحين أثناء زيارة معبد الأقصر أو الكرنك يتسبب في هروبهم وعزوفهم عن زيارة مصر مجددا.

وأشار محمود إلى أن قطع التيار يمتد لساعات، خاصة في أوقات الذروة في السابعة والثامنة مساء، أثناء زيارة معظم السياح للمعابد والمتاحف.

وطالب العاملون بالحقل السياحي بالأقصر الجنوبية، المحافظ اللواء طارق سعد الدين، بالتدخل السريع لحل أزمة انقطاع الكهرباء التي تهدد القطاع السياحي.

وقال الخبير السياحي أنور أبو المجد، إن المقابر الأثرية بالبر الغربي (الواقعة على ضفاف نهر النيل) بالأقصر لا يمكن زيارتها دون وجود كهرباء، وقد انقطع التيار أكثر من مرة أثناء الزيارة، مما أدى لهروب السائحين.

وكانت الأقصر قد شهدت خلال الأسابيع الأخيرة، تحركا إيجابيا في أعداد الوافدين، خاصة بعد أن أصدرت 7 دول غربية، تحذيرات سفر لزيارة شبه جزيرة سيناء، في النصف الثاني من شهر فبراير/شباط الماضي، تخوفا من استهداف مواطنيها، بعد إعلان جماعة تطلق على نفسها "بيت المقدس" مسؤوليتها عن تفجير حافلة سياحية بطابا في سيناء منتصف الشهر الماضي، مما أسفر عن وقوع 4 قتلى ومصابين.

والدول التي أصدرت تحذيرات هي، ألمانيا، إيطاليا، بلجيكا، هولندا، سويسرا، بريطانيا، والولايات المتحدة الأميركية.

وقال مسؤولون حكوميون في الأقصر، إن حركة السياحة بصعيد مصر بدأت في الحراك، بسبب تزايد وفود الأجانب إليها، وحركة السياحة الداخلية من المصريين، بعد أن تأجلت العودة إلى المدارس والجامعات في البلاد.

وتعول مصر على قطاع السياحة لتوفير نحو 20 % من العملة الصعبة سنويا، فيما يقدر حجم الاستثمارات بالقطاع بنحو 68 مليار جنيه (9.8 مليار دولار)، حسب بيانات وزارة السياحة.

وبحسب مصدر مسؤول في وزارة السياحة، فإن نسبة الإشغال بالأقصر بلغت 22.6% منتصف شهر مارس/آذار الجاري.

ويبلغ عدد الغرف الفندقية بالأقصر نحو 3 آلاف غرفة ثابتة، فضلا عن 17 ألف غرفة عائمة بالمراكب تعمل في المجرى الملاحي لنهر النيل بين الأقصر وأسوان جنوبا.

وتأثرت السياحة في مصر، التي تعد أحد أكبر مصادر دخل البلاد من العملة الأجنبية، بشدة من الاضطرابات السياسية والأمنية التي مرت بالبلاد منذ ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، والتي ازدادت حدتها بعد إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو/تموز 2013.

وتراجعت إيرادات السياحة العام الماضي إلى 5.9 مليار دولار، بانخفاض بلغت نسبته 41%، عن إيرادات 2012 البالغة 10 مليارات دولار.

وقال وزير السياحة هشام زعزوع، إن الوزارة تستهدف الوصول بعدد الوافدين إلى 12 مليون سائح بنهاية العام الجاري، وأن تصل الإيرادات إلى 9 مليارات دولار.

ويعاني المصريون، ممن لا يملكون المولدات الكهربائية، من الظلام الدامس المستمر لساعات طويلة، والذي يصل في بعض المناطق إلى 7 ساعات متواصلة في أوقات الذروة، بحسب تقارير حكومية.

وقال سكرتير عام محافظة أسوان محمد مصطفى، إن سبب انقطاع التيار الكهربائي بصفة مستمرة هو شح الوقود الخاص بالمحطات التي يتم تشغيلها بالغاز الطبيعي.

 الدولار = 6.95 جنيهات مصرية.

دلالات

المساهمون