"التعليم العالي" بمصر.. تعود لأحلام الخصخصة وشركاء "آل مبارك"

"التعليم العالي" بمصر.. تعود لأحلام الخصخصة وشركاء "آل مبارك"

26 فبراير 2014
+ الخط -

اعتبر أساتذة بالجامعات اختيار رجل الاعمال ورئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية في مصر أشرف منصور وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي في حكومة ابراهيم محلب، عودة لسيطرة رأس المال الذى غلب على حكومات الحزب الوطني الديمقراطي المنحل في نهاية حكم الرئيس المخلوع مبارك، "مصيبة"

كان هذا أول رد فعل على اختياره من مجموعة من أساتذة مجتمعين اليوم في دار الضيافة في جامعة عين شمس لمناقشة اجراء تعديل على قانون تنظيم الجامعات.

السيرة الذاتية للدكتور أشرف منصور كانت على موقع لجامعة ألمانية تسمى "أولم شتوتغارت" حصل منها على منحة دراسية للدكتوراه في مجال الفيزياء من هيئة التبادل العلمي الألمانية في مصر معروفة باسم DAAD خلال الفترة 1988 -1992 ، ومؤسس ورئيس جمعية خريجي الـ DAAD تقول السيرة الذاتية له أنه عرض حلمه بانشاء جامعة ألمانية في مصر عام 1994، و"بعد خطط عديدة وعمل جاد وشبكة اتصالات تحول حلمه لحقيقة عام 2003 بانشاء الجامعة في منطقة القاهرة الجديدة تستوعب نحو 3 الالاف طالب بكالوريوس".

وافتتح الجامعة الألمانية في ذلك الوقت الرئيس المخلوع مبارك الذى كان يتبني فكرة زيادة أعداد الجامعات الخاصة الربحية حيث تبلغ مصاريفها أكثر من 40 ألف جنيه في السنة وتخضع للزيادة السنوية ولا تشمل المصروفات السكن أو الانتقالات، ولا يمكن إلا لغير القادرين من الأسر الغنية في مصر أن يلتحقوا بها، ومع ذلك كشف مركز الدراسات الاشتراكية في مصر أن الجامعة تم اعفائها من الضرائب لمدة 10 أعوام.

ويتردد أن أشرف منصور أحد أصدقاء جمال مبارك، ويضم مجلس الأمناء إبراهيم الدميري، والذي كان يشغل منصب وزير النقل في حكومتي عاطف عبيد -أثناء كارثة قطار الصعيد -وحازم الببلاوي ، وكانت الجامعة الألمانية قد منحت أكثر من دكتوراه لسوزان مبارك.

في سيرته الذاتية على جامعة "ألوم شتوتجارت" أن منصور نجح في زيادة تمويل الجامعة إلى 15 مليون يورو من الرعاة المصريين، ودعمت هيئة DAAD بحوالي 600 ألف يورو، وتضيف السيرة أن الجامعة الألمانية اجتذبت المجال السياسي حيث تقابل الرئيس المخلوع مع المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر في افتتاح الجامعة الالمانية، فضلا عن زيارة وزرة التعليم العالي والبحث العلمي الألمانية في عام 2006.

وتعتبر الجامعة الألمانية منذ انشائها في مرتبه ثانية بعد الأمريكية ولكنها في الفترة الأخيرة تراجع صيتها، بعد موجة من الاعتصامات الطلابية، المطالبة بتحسين الخدمة التعليمية والرافضة لعدد من السياسات الإدارية.

منصور عضو في مجلس أمناء مؤسسة مستشفى سرطان الأطفال في القاهرة الحديدة، وعضو مجلس إدارة الهيئة الوطنية للطاقة المتحددة.

قبل رحيل نظام مبارك عقدت حركات جامعية مهنية مؤتمرات ترفض انتشار الجامعات الخاصة، وترفض تصدير خصخصة التعليم عبر تصدير فكرة مجلس الأمناء بمشاركة القطاع الخاص ورجال الأعمال، وبسقوط مبارك ووزير التعليم العالي في ذلك الوقت هاني هلال سقط مشروعه لخصخصة التعليم عبر اقرار قانون موحد للتعليم العالي في مصر يضم الجامعات الحكومية والخاصة والمعاهد العليا، ومع رحيل حكومة الببلاوي يتخوف عبد الله سرور أستاذ بجامعة الاسكندرية ووكيل "نقابة علماء مصر" تحت التأسيس من تحول التعليم إلى "بيزنس"، على حد تعبيره. وأضاف أن مهام منصور السابقة ستؤثر على مهام وزارته التى يجب أن تهتم بتحسين التعليم المجاني، وليس تشجيع الجامعات الخاصة -20 جامعة -التى لا تستوعب سوى 10% من إجمالي طلبة الجامعات الحكومية الـ21.

وقال عضو حركة 9 مارس لاستقلال الجامعة أن التغيير الوزاري استمرار لسلطة باطلة، مغتصبة ومنقلبة على رئيس منتخب، ولن تؤدي إلى احداث استقرار في مصر ، وكل من شارك في الوزارة فهو مشارك في الانقلاب.