"اتحاد علماء المسلمين" ينأى بنفسه عن "حكماء" أبوظبي

"اتحاد علماء المسلمين" ينأى بنفسه عن "حكماء" أبوظبي

14 مارس 2014
من اعمال المؤتمر في أبو ظبي (كريم صهيب getty)
+ الخط -
نأى "اتحاد علماء المسلمين" بنفسه عن مؤتمر "تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" الذي رعته واستضافته أَبو ظبي، الأسبوع الماضي، وشاركت فيه 250 شخصية إسلامية، وأعلن فيه عن توجه إلى تأسيس "مجلس حكماء المسلمين"، لمواجهة من وصفهم "دعاة الفتنة". وقال الأمين العام للاتحاد، الدكتور علي القرة داغي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" من داغستان، والتي يزورها رئيساً لوفد من الاتحاد للوساطة بين الحكومة والمعارضة، إِنه لا علاقة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالمؤتمر، وإِن أياً من أعضائه لم يشارك فيه.

ويذكر أَن شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، سيكون رئيساً شرفياً للمجلس الجديد، المرتقب صدور لوائحه التنظيمية في شهر رمضان المقبل، وسيرأسه الداعية الموريتاني، عبد الله بن بيه، والذي كان نائباً للدكتور يوسف القرضاوي في رئاسة الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، قبل استقالته، وشارك في مؤتمر أَبو ظبي منسقاً ومشرفاً على أعماله، ورئيس جلسات فيه.

وعمّا إذا كان يعتبر أن تأسيس مجلس حكماء المسلمين هو لمواجهة "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" الذي يرأسه القرضاوي، قال القره داغي إِنه من المبكر التعليق على مؤتمر أبو ظبي، وكذلك القول ما إذا كان ممكناً فتح قنوات اتصال مع المجلس الجديد. وأوضح أنّ فكرة تأسيس "مجلس حكماء المسلمين" معمولٌ بها في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين منذ عام 2004، إذ يضم الاتحاد مجلساً للحكماء، يرأسه الرئيس السوداني الأسبق، المشير عبد الرحمن سوار الذهب، ويضم شخصيات رفيعة المكانة، منهم رئيس وزراء ماليزيا السابق، الدكتور مهاتير محمد. وأشار إلى أن المجلس أدّى أدواراً مهمة في قضايا عربية وإسلامية، منها اتصاله مع الملوك والرؤساء العرب في أَثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 2008، "ومن آخر جهوده محاولته  التوسط والإصلاح في مصر، قبل الفض الدموي لاعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة في القاهرة، اللذين حشد لهما معارضو الانقلاب العسكري في مصر الصيف الماضي، وأَفشلت أَطرافٌ مصرية تلك الجهود".

يُذكر أَن أَبو ظبي ناصرت الانقلاب في مصر الذي أَطاح الرئيس محمد مرسي، وقال مراقبون إِنها في سعيها إِلى تشكيل تكتل تراهن عليه ليكون بديلاً عن "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، تعمل على مواجهة "الإسلام السياسي" الذي نجحت قواه وتشكيلاته في استحقاقاتٍ انتخابيةٍ عدة بعد الانتفاضات العربية، من أَبرزها "جماعة الإخوان المسلمين". كما أَن هناك معلومات تفيد أن دولة الإمارات تطمح من وراء تشكيل "مجلس حكماء المسلمين"، إلى أن يحل مكان "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، ومقره الدوحة. وقال عضو "الاتحاد"، عصام تليمة، "هناك فارق كبير بين اتحاد شعبي، ينشئه العلماء بعيدا عن الحكّام، وكيان يقوم بأمر حكامٍ، لهم توجه سياسي معروف، وبتكليفهم ورعايتهم".

دلالات

المساهمون