"إنتي مين": أخيراً مسلسل لبناني مختلف

"إنتي مين": أخيراً مسلسل لبناني مختلف

10 يونيو 2019
نجحت كارين رزق الله في رهانها هذا العام (فيسبوك)
+ الخط -
مع الانتشار الواسع للأعمال الدرامية اللبنانية التي تسلط الضوء على علاقات الحب، والخيانة، والمواضيع الساذجة، والفرضيات غير المنطقية، تأخرت الفنانة اللبنانية كارين رزق الله في الإعلان عن تفاصيل مسلسلها "انتي مين" قبل الموسم الرمضاني والذي جاء مفاجئاً للتوقعات. إذ يمكن القول إن كارين قفزت أكثر من خطوة في عمل واحد واستطاعت تقديم مسلسل متكامل العناصر الفنية، ولا سيما على صعيد إعادة اكتشاف ممثلين لبنانيين بشكل جديد. 

في حين قدم المخرج إيلي حبيب محتوى بصرياً يليق بالمشاهد خلال الموسم الرمضاني عبر تقديم مجموعة شخصيات أسرى لماضيهم المتمثل بالحرب الموجعة التي عبرت أرض لبنان عام 1975، لتتشعب منها النزاعات الداخلية، ويبرز وجع الماضي واضحاً بملامح الشخصيات وتصرفاتها. بينما زخر العمل الدرامي الصرف بعدة حالات كوميدية تتجسد بقالب الكوميديا السوداء وعمل على توظيف الحالة الغرامية بين الثنائية التي جسدها الفنانة كارين رزق الله بدور "جهاد" والفنان عمار شلق بدور "البروفيسور نسيم" وذلك بما يخدم القصة الجوهرية وعدم الارتكاز على هذه العلاقة كمحور رئيسي للمسلسل.

"انتي مين" حكاية درامية من واقع الشارع اللبناني الحالي محملاً بأوجاع الحرب وانعكاساتها عن طريق ما يمر بحياة "جهاد". فهي امرأة تعيش حياة صعبة مليئة بالصعوبات مع والدٍ غير واعٍ ومريض نفسياً يحمل خيبات الماضي الحزين، لتنقلب الأدوار وغدت هي المسؤولة عن هذا الرجل منذ صغر سنها بدلاً من أن يكون العكس.

تحاول "جهاد" تجميل حياتها بتزيين المنزل القديم الذي تعيش فيه. حتى تتعرف على الشخصية المناقضة لها من ناحية الحياة المنظمة "نسيم" طبيب القلب. إذ تلتقيه عندما تدخل المستشفى بعد محاولة انتحار. لكن الحادث العابر يكشف عن قصة تجمع البطلين وتحمل مجموعة من الألغاز. وبسلاسة تكتشف حكاية المسلسل منذ الحلقة الأولى من دون تعقيد فيسير العمل محملاً ومشبعاً بالدراما الحياتية، مزيناً بالحالات الكوميدية الموظفة بمكانها ولا يغيب عن الحكاية مجموعة من الوجوه القديرة مثل نيكولاس دانيال، جوليا قصار وعايدا صبرا.

لم يخلُ العمل من بعض الأخطاء الإخراجية وبعض السهوات النصية متمازجاً مع حالة الضياع في بحث "جهاد" عن عائلتها الحقيقية وسط مزيج من التشويق والجنون وبتمازج لا نستطيع سوى القول إنه قدم طبقاً دسماً يرفع سوية العمل الدرامي اللبناني بعد سنوات طويلة من المراوحة في المكان.

دلالات

المساهمون