"أهرب يا ولد".. لاجئون مصريون إلى كندا أخيراً

لحظة .. توقفوا عن حزم أمتعتكم، طائرة كندا لن تأخذ ركاب اليوم فخطوطها مزدحمة من تدفّق المصريين، أحد التعليقات الساخرة على تفاعل المصريين مع إجراءات الحكومة الكندية الجديدة لقبول المصريين الراغبين في الحصول على اللجوء السياسي فيها.

أفاد مجلس الهجرة واللاجئين في الحكومة الكندية، بأن السلطات الكندية ستُدرج اسم مصر ابتداءً من الأول من يونيو/ حزيران 2017 المقبل، على قائمة الدول المقبول تسريع طلبات اللجوء لمواطنيها بدون جلسات استماع قضائية، مثل سورية والعراق واليمن ودول الحروب، وذلك لسوء الأوضاع الأمنية في مصر.

أثار هذا القرار خلال الـ 24 ساعة الماضية، جمهور السوشيال ميديا من المصريين، فشاركوا عبر هاشتاغ #أهرب_ياولد، و#كندا للبحث عن مسارات السفر والحصول على تأشيرة والتحقق من الأمر، وتخلّلتها نكات وكوميكسات الاستعداد لمغادرة البلاد، والطريف أن مؤيّدي السيسي شاركوا أيضاً في التعليقات بحثاً عن فرصة للجوء.

وتمّ بث فيديوهات لمطّلعين على إجراءات اللجوء للتوضيح للمهتمين، بينما تحدّث آخرون عن هذا الإجراء الذي اعتبروه اتفاقاً دولياً لإخلاء المنطقة العربية من المعارضين للأنظمة والحكومات العربية.

مصر مثل سورية والعراق
الإجراء الذي اتخذته السلطات الكندية يعدّ الأوّل لمصر، إذ تمّ إدراجها في قائمة دول الحروب والتي تضم سورية والعراق واليمن وأفغانستان، ويعدّ هذا الإجراء بمثابة تسهيل وتسريع فقط للإجراءات بإلغاء جلسات الاستماع القضائية للمصريين، إذ يمكن لضابط الهجرة البت في قضيتك من دون استنزاف للوقت.

التأشيرة
ويبقى الجزء الأهم وهو الحصول على تأشيرة دخول للأراضي الكندية سواء سياحة أو دراسة أو تهريب عبر المراكب الفنلندية لإحدى الجزر الكندية أو عن طريق حدودها مع أميركا.

يقول يوسف محمد، مهندس مقيم في المملكة السعودية العربية، إنه بذل جهده في اتخاذ تأشيرة سياحية، وهي الأصعب، لدخول الأراضي الكندية منذ عامين وسلك طريقاً طويلاً ومكلفاً مادياً لكنه المتاح حالياً، موضّحاً "قدّمت طلباً للحصول على تأشيرة شينغن لزيارة فرنسا وهي أسهل تأشيرات أوروبا وذهبت لمدّة أسبوع حتى لا يتم رفضي، وكرّرت طلب تأشيرة شينغن مرة أخرى وخرجت لأكثر من بلد داخل الاتحاد الأوروبي ليزداد عدد أختام الدول في جواز سفري.

بعدها قدّمت طلباً للحصول على تأشيرة أميركا فهي أسهل من كندا ومن المعلوم أنه في حال حصولي على تأشيرة أميركا يتمّ الموافقة على تأشيرة كندا، وبعدها قدّمت على تأشيرة كندا وتمت الموافقة على تأشيرة سياحية"، مضيفاً أنه يلزم على المتقدّم لأي تأشيرة دولة أوروبية وأميركا أن يكون حسابه البنكي فيه حركة، ومبلغاً مقنعاً للزيارة السياحية، بالإضافة إلى المقابلات داخل السفارات والتي يجب أن تكون إجاباتك فيها مقنعة لأسباب الزيارة والأمر كلّه يرجع لموظف السفارة.

طريق آخر
تقول منى مصطفى، والتي انتقلت لأسطنبول بسبب سوء الوضع الأمني لزوجها وكانت تعمل بمصر أستاذة جامعية في المجال الكيميائي، إنها راسلت جامعة كندية تبحث عن عمل بها وأجابتها الجامعة بأنها بحاجة لعاملي إصلاحات وليس لأساتذة، وعن اتخاذ طريق التأشيرة السياحة أجابت أنها مكلفة جداً وإن كانت تمتلك هذه المبالغ ما كانت لتفكر في اللجوء، مشيرة إلى أنه بعد الإجراءات الجديدة التي طرحتها السلطات الكندية قرّرت أن تراسل مكاتب مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، لتحاول السفر من خلالها، بعد تداول أخبار عن إمكانية المفوّضية للمساعدة.

حالات قبول اللجوء
يُقبل لجوء الحالات التي تتعرّض لاضطهاد مثبت، سياسي أو ديني أو إنساني، فالسياسي المعارض للنظام، والذي تعرض للاعتقال أو التعذيب أو مداهمة بيته أو كان هارباً من قضية أو صاحب نشاط سياسي معارض ويهدد أمنه، والأقلية الدينية كالمسيحي والشيعي.

أما الحالات الإنسانية كالمصريين في سيناء، والذين جرى تهجيرهم من منازلهم وهدمها وأبناء البصارطة مؤخرًا، وأيضًا النساء المضطهدات جسدياً وكل من لديه حالة إنسانية تستدعي خروجه من البلاد.

إمكانية الرفض
الإجراءات الجديدة لم تضمن قبول حالات اللجوء، هي تسهيلات فقط، وطلب اللجوء معرّض للرفض وفي هذه الحالة تقدّم طلبًا لعرضك على قاضي لينظر في ورق القضية، وإذا تم الرفض يتمّ طلب مغادرتك للبلاد خلال أسابيع عدة، سواء بالرجوع إلى مصر أو أي بلد آخر، كما أنه في حالة الرفض لن يؤثّر ذلك على رجوعك إلأى مصر فالحكومة الكندية تتعهّد بأن طلب اللجوء الخاص بك هو طلب سرّي لن تعرف به الحكومة المصرية أبدًا، ولن يتمّ تمرير أي معلومة ذكرتها لضباط الهجرة في كندا إلى السلطات في بلدك الأم، تحت أي ظرف من الظروف، ما يعني أن أسرتك في مصر لن تتضرّر.

وفي حالة قبول طلب اللجوء الخاص بك، يمكنك استقدام عائلتك للإقامة الدائمة معك في كندا ويتمّ إعطاؤكم الجنسية الكندية بعد إقامتكم أربع سنوات وستدعمك الحكومة مالياً.