"أرب آيدول": مكانَك راوحْ

"أرب آيدول": مكانَك راوحْ

27 سبتمبر 2014
لجنة تحكيم ارب آيدول 3 (العربي الجديد)
+ الخط -

بدا واضحاً أن الروتين طغى على نسخة الدورة الثالثة من برنامج "أرب آيدول"، ولولا اهتمام كثير من المتابعين الشباب، سواء لجهة أخبار نجوم لجنة التحيكم أو لجهة حضورهم الشخصي، "أحلام ووائل كفوري وحسن الشافعي ونانسي عجرم"، مما أضفى نوعاً من التسلية على أجواء البرنامج، لما انتظر البرنامج أحد.

وليس غريباً أن نقول إنه لولا حضور نجوم لجنة التحكيم هؤلاء لفشل البرنامج، وأصبح في عداد البرامج التقليدية، في وقت تحاول فيه محطة mbc إحياءه بشتى الوسائل، لعل وعسى أن يثمر مجدداً. 

غير أن هذا الدور المأمول أخرجه من فرضية إبراز المواهب او "توصيلها" إلى مصاف النجومية، حيث تدور وتتنافس الآمال التي يبنيها شباب العالم العربي، المشغول جلّهم بالحروب والثورات، رغبة منهم في إظهار أو صقل هذه الموهبة في هذه المرحلة المتقلبة بالذات، فلم تأت الحلقتان الأولى والثانية من السهرات المباشرة لـ"آيدول" بجديد، لا بل حلت الرتابة والصور الشبيهة بالموسمين الفائتين، فلا "سحر" وائل كفوري وجماهيريته الكبيرة أنقذتا البرنامج، ولا تعليقات أحلام المتكلفة جاءت بجديد.

كأننا في نسخة من الموسم الثاني، حتى تشابه المتسابقين ومرورهم، يبدو قريباً من تبدّل طرأ على الأسماء فقط، فالسعودي والعراقي يسلمان الهواء للسوري "الحلبي" المتحدر من مدرسة صباح فخري، الجملة التي أنهكت برامج المواهب.

حازم الشريف مثلا ابن حلب، يذكّرك بسرعة بمواطنه حسام مدنية في الموسم الثاني من سوبر ستار 2004 حيث المدرسة نفسها، وليس بعيداً عن "ايدول 2" العام الماضي حيث وقف مواطنه عبد الكريم حمدان، وغنى "موال حلب" الشهير الذي أبكى الشعب العربي لدقائق، ثم ذهب عبد الكريم إلى حال سبيله.

هناك إذاً استسهال في طريقة فرض هذا النوع من البرامج على المشاهد، خصوصاً الذي يعاني أصلاً من الرتابة، فكل ما يريده هو الهدوء الأمني والسياسي، قبل الدخول في متاهات الفن، ليصبح الترفيه الذي تحاول هذه المحطات فرضه هدفاً تفشل في الوصول إليه، كما هو حالها اليوم. 

لم تعد المحطات نفسها تفرق بين منطق التسويق التجاري ومنافسة سوق الإعلانات، وبين مصير هؤلاء المراهقين الذين وجدوا في البرنامج مساحة لأحلامهم التي عانت من الخيبة والانكسارات لعقود طويلة.

هؤلاء لم يبهرهم الضوء المستجد على حياتهم، بعدما تحول إلى عادة تبعث على الملل، ومحاولة مبنية على إثارة اطراءات جاهزة مثل انتقادات "أحلام" المشغولة بمجوهراتها، أو آراء الكفوري المغني الوسيم. 

على العكس من هذه السمات الملاحظة، فإن الكل يشارك ويدرك أن المشاركة هنا مجرد "ترانزيت" لمستقبل ينتظر الحظ السعيد، ويضيف وجبة "حكي طالع نازل" من قبل نجوم يخشون اهتزاز صورتهم، فيقعون في عفوية عشوائية واعتباطية مكررة تعودان عليهم بالضرر أخيراً! 

المساهمون