"أخطبوط" الكهرباء الإثيوبي يستهدف تصدير الإنارة لأفريقيا والعرب

"أخطبوط" الكهرباء الإثيوبي يستهدف تصدير الإنارة لأفريقيا والعرب

12 يونيو 2014
إثيوبيا تسرع الخطى لإكمال بناء سد النهضة (أرشيف/getty)
+ الخط -

قال مسؤول إثيوبي، إن بلاده تخطط لتصدير الكهرباء، إلى جميع البلدان المجاورة، في السنوات الأربع القادمة، فيما تواصل إثيوبيا خططاً لبناء عدد من السدود لتوليد الطاقة الكهربائية على الروافد العليا لنهر النيل، منها سد "النهضة"، الذي ينذر بخروج النهر عن سيطرة مصر.

وقال رئيس إدارة التخطيط في شركة الطاقة الكهربائية الإثيوبية (حكومية) ميكوريا ليما، في تصريحات لوكالة الأناضول، إن اثيوبيا بدأت بالفعل بيع الكهرباء إلى جيبوتي، والسودان، وتخطط لتصديرها إلى جميع الدول المجاورة بحلول عام 2018.

وتصدّر إثيوبيا 100 ميجاوات من الكهرباء إلى السودان، بينما تمدّ جيبوتي بـ 50 ميجاوات.

ووقعت إثيوبيا، أخيراً مذكرة تفاهم لإمداد رواندا، واليمن بالطاقة الكهربائية.

وأضاف ميكوريا "حتى الآن، يجري العمل على الاتفاقيات والتسويق لتصدير الكهرباء، في إطار اتفاقيات ثنائية بين إثيوبيا وبعض الدول".

وقال ميكوريا: "إثيوبيا تخطط لتصدير 5 آلاف ميجاوات من الكهرباء خلال فترة تتراوح بين 10 إلى 15 عاماً".

وتخطط إثيوبيا لبناء عدد من السدود لتوليد الطاقة الكهربائية، بما في ذلك سد "النهضة" المثير للجدل، الذي يُشيَّد على الروافد العليا لنهر النيل، والذي أدى إلى توتر العلاقات مع مصر.

وتصرّ أديس أبابا على أن السد الجديد سوف يفيد دول المصبّ، التي تضم مصر والسودان، حيث سيتمكن كلاهما من شراء الطاقة الكهربائية المولدة عبر السد.

وتتخوف القاهرة أن يؤدي ملء خزان السد الجديد، الذي تبلغ سعته 74 مليار متر مكعب بالمياه على سنوات، إلى قطع تدفق المياه عن النهر مؤقتاً، وأن يؤدي تبخر المياه من سطح البحيرة التي ستتكون خلف السد إلى تقليص حصتها البالغة 55.5 مليار متر مكعب.

ويرتكز الموقف المصري على اتفاقية تعود إلى عام 1959 مع السودان، تمنح مصر نصيب الأسد من مياه النهر.

وبلغ الأمر أن دعا بعض الساسة المصريين، العام الماضي، إلى القيام بعمل عسكري ضد إثيوبيا، مما أثار المخاوف من نشوب "حرب مياه".

وهدأت العاصفة السياسية في العلن، لكن مسؤولين مصريين ما زالوا يشيرون إلى ضرورة تأمين حصة البلاد من مياه النيل باعتبارها مسألة أمن قومي.

لكن القاهرة، التي تشغلها الاضطرابات السياسية في الداخل، ليست لديها خيارات تذكر للضغط على أديس أبابا لوقف المشروع.

ويقول مسؤولون إثيوبيون إن السد قد يكتمل عام 2016.

وفي انتصار دبلوماسي لإثيوبيا، وانتكاسة سياسية لمصر، شهد السودان تحولا تدريجيا في موقفه باتجاه تأييد السد ورفع اعتراضاته السابقة.

ومن المحتمل أن يستفيد السودان من الكهرباء الرخيصة ومياه الري.

وقد بُنيَ حتى الآن ربع السد، وتقول إثيوبيا إنه سيبدأ توليد 750 ميجاواتاً من الكهرباء بنهاية العام الجاري.

ويمثل السد بداية، فقط، لطموح إثيوبيا في أن تصبح مركز قوة على المستوى الإقليمي، وأن تمتد أذرع الكهرباء التي تشبه "الأخطبوط" على حد وصف خبراء، لجميع دول الجوار، بما فيها دول عربية.

وتكفي كهرباء السد لتغطية احتياجات مدينة عملاقة مثل نيويورك.

وتوضح خطة حكومية، قالت وكالة رويترز في أبريل/نيسان الماضي، إنها اطلعت عليها، أن إثيوبيا، ثاني أكبر دول إفريقيا من حيث عدد السكان، تستهدف أن يكون لديها قدرات لتوليد 37 ألف ميجاوات خلال 25 عاماً.

المساهمون