بعد أشهر من الحراك الشعبي في الجزائر، تبدو السلطةُ وقد نجحت في تحويل الأنظار عن مطالب الجزائريّين إلى قضايا خلافية تتعلّق باللغة والثقافة والهوية والتاريخ، تُساندها في ذلك ترسانةٌ إعلاميةٌ تتحدّث فيها الصحافة الحكومية والخاصة على لسان رجُلٍ واحد.
تجددت مظاهرات الحراك الشعبي في الجزائر في أول جمعة بعد وفاة قائد أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، وثاني جمعة بعد تسلم الرئيس الجديد، عبد المجيد تبون، للسلطة، بالزخم نفسه المتمسك بالمطلب الديمقراطي وبرفض هيمنة المؤسسة العسكرية على القرار السياسي.
كان الخميس الماضي آخر ظهور لقائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، حين جرى توسيمه بوسام برتبة صدر من مصفّ الاستحقاق الوطني، من قبل الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون.
بدأ الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون في تشكيل فريقه الرئاسي، بعد يومين من أدائه اليمين الدستورية واستلام مهامه رسمياً، في انتظار الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة في وقت لاحق.
أدّى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم الخميس، اليمين الدستورية أمام رئيس المحكمة العليا والمجلس الدستوري، حيث مُنح وسام الاستحقاق الوطني، وهو تقليد معمول به مع كل الرؤساء في الجزائر خلال تسلّمهم للسلطة.
شهدت العاصمة الجزائرية مسيرات "الثلاثاء الطلابي"، هي الأولى بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت الخميس، وظهر خلالها تمسك الطلبة والمتظاهرين بشعارات الحراك الشعبي، مع رفض نسبي للحوار مع الرئيس الجديد عبد المجيد تبون قبل الاستجابة لمطالب تتضمن إطلاق سراح
في وقت تستمر فيه التظاهرات الرافضة للانتخابات الرئاسية التي ستشهدها الجزائر غداً الخميس، تزداد مخاوف السلطة من عزوف كبير عن المشاركة في هذا الاستحقاق، خصوصاً أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعاً في نسب المشاركة بمختلف الاستحقاقات.