تظاهرات طلاب الجزائر بعد انتخاب تبون: المطالب قبل الحوار

تظاهرات طلاب الجزائر بعد انتخاب تبون: الاستجابة للمطالب ثمّ الحوار

الجزائر
60244E7B-773C-460F-B426-426EBC60D89E
عثمان لحياني
صحافي جزائري. مراسل العربي الجديد في الجزائر.
17 ديسمبر 2019
+ الخط -
شهدت العاصمة الجزائرية مسيرات "الثلاثاء الطلابي هي الأولى بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت الخميس الماضي، وظهر خلالها تمسك الطلبة والمتظاهرين بشعارات الحراك الشعبي، مع رفض نسبي للحوار مع الرئيس الجديد عبد المجيد تبون قبل الاستجابة لمطالب محددة، بينها إطلاق سراح نشطاء الحراك الموقوفين، وتهيئة الظروف لذلك.

ورفع المتظاهرون خلال المسيرات، التي انطلقت كالعادة من ساحة الشهداء نحو شارع "الشهيد العربي بن مهيدي" نحو الجامعة المركزية بساحة "موريس أودان"، لتتوجه نحو شارع "الشهيدة حسيبة بن بوعلي"، لافتات تعبر عن رفضهم لنتائج الانتخابات الأخيرة. كما تجددت شعارات الحراك الداعية إلى استبعاد الجيش من السلطة والقرار السياسي، وهتف المتظاهرون: "بالسلمية نحّو (أبعدوا) العسكر من المرادية".

كما عبر المتظاهرون عن رفضهم للتوجه نحو "حوار متسرع" مع السلطة اقترحه تبون، الذي أعلن الجمعة الماضي مد يده للحراك.

وقال الطالب حسين بلمكي، من جامعة الحقوق بالعاصمة الجزائرية، إن "الحوار لا يمكن أن يجري مع سلطة ترفض مطالب الثورة الشعبية منذ عشرة أشهر كاملة"، مضيفا أن هناك "عدم تكافؤ في الموازين، فالسلطة ترفض سماع المتظاهرين، وخصوصا إقالة حكومة نور الدين بدوي وإطلاق سراح نشطاء الرأي"، مشددا على أنه "من هنا يبدأ ترتيب الأوراق للتفاوض".

وتساءل بلمكي قائلا: "مع من تتحاور السلطة؟ وما هي الآليات التي تريدها للحوار؟". 

ويصرّ المتظاهرون على مواصلة مسيراتهم وحراكهم الشعبي بطريقة سلمية، وهتفوا "الشعب خاوة خاوة"، وأعلنوا عن اشتراطات مسبقة للقبول بأي حوار.

وقالت طالبة الطب نورة براهمية، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "المتظاهرين يريدون أن تتقدم الأمور إلى الأمام وتحل الأزمة، لكن بشروط ترضي مختلف الأطراف في الساحة الجزائرية"، موضحة: "نحن لا نريد حوارا من طرف واحد وبشروط تفرضها السلطة". 


وظلت مسألة الإفراج عن نشطاء الحراك الموقوفين بسبب مواقفهم مطلبا مركزيا في مظاهرات الثلاثاء.

واستباقا للتظاهرات، نشرت السلطات أعداداً كبيرة من قوات الأمن والشرطة وفرق مكافحة الشغب، وسط العاصمة وقرب الساحات التي تتمركز فيها المظاهرات، وفي الشوارع الرئيسية للعاصمة، دون احتكاك بين المتظاهرين والشرطة.


وعمد عدد من المتظاهرين إلى غلق إحدى العينين تعبيرا عن مساندة المتظاهرين الذين تعرضوا لقمع الشرطة في مظاهرات العاصمة الخميس الماضي، ووهران، غربي الجزائر، الجمعة الماضي.

وتتزامن الاحتجاجات مع استمرار المحاكمات ضد بعض الشخصيات ورجال الأعمال من محيط الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، وهي المحاكمات التي يصرّ المحتجون في الشارع على مواصلتها وتعريتها أمام الرأي العام الجزائري.

وقال الطالب في كلية العلوم السياسية نذير قاسي، لـ"العربي الجديد"، إن "قضايا الفساد لا يمكن أن تكون مجرد صور ومشاهد، نتمنى أن تعيد السلطة الأموال للشعب الجزائري". 

كما شهدت العديد من الولايات احتجاجات للطلبة استمرارا للحراك الشعبي في الثلاثاء الـ43، داعين إلى ضررة حلحلة الأزمة بالإذعان لمطالب الشعب، وخاصة أن السلطة الحالية، برئاسة الرئيس عبد المجيد تبون، أبانت عن نيتها الدخول في الحوار وفتح صفحة جديدة عقب مرحلة ما بعد بوتفليقة.





ذات صلة

الصورة

سياسة

أكدت فرنسا، يوم الجمعة، وفاة فرنسي و"احتجاز آخر في الجزائر، في حادث يشمل عدداً من مواطنينا"، بعدما أفادت تقارير صحافية مغربية، أمس الخميس، عن مقتل سائحين يحملان الجنسيتين المغربية والفرنسية بنيران خفر السواحل الجزائري.
الصورة
كيف غيّر القائمون على فيلم "باربي" قواعد التسويق بتكلفة 150 مليون؟

منوعات

قرّرت وزارة الثقافة الجزائرية سحب ترخيص عرض فيلم "باربي" من صالات السينما في البلاد، بحسب ما ذكرته صحيفة الشروق الجزائرية. 
الصورة
عشرات الحرائق المستعرة في شرق الجزائر (فضيل عبد الرحيم/ الأناضول)

مجتمع

تتحدث السلطات الجزائرية عن طابع جنائي لعشرات الحرائق المستعرة، في حين يتواصل النقاش حول غياب خطط استباقية للوقاية، وقدرات السيطرة المبكرة على الحرائق، خاصة أنها تتكرر منذ عام 2018.
الصورة
استشهد عسكريون خلال مهمات إخماد حرائق الجزائر (العربي الجديد)

مجتمع

أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية أنّ 34 شخصاً لقيوا مصرعهم في حرائق ضخمة نشبت في غابات بمناطق متفرقة شرقي الجزائر، من بينهم 10 عسكريين، فيما أُجليت مئات العائلات من مجمعات سكنية وصلت إليها النيران.