يُدَمَّرُ السودان اليوم بأيدي بعض أبنائه ويمزّق ضمن صراع على النفوذ والسلطة والثروة، أما الشعب السوداني فلا بواكي له، إلا ما يزعمه طرفا الصراع، في الجيش وقوات الدعم السريع، من غيرةٍ كاذبة عليه، وحرص في الدفاع عن مصالحه.
بيّنت الأحداث والتطوّرات الجارية في السودان اليوم وسابقا أنّ رئيس مجلس السيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان ليس لديه مشروع وطني، ولا حاضنة سياسية، ولا موقف أيديولوجي، لكنه مصمّم على ألا يترك السلطة، وفي سبيل ذلك يتّخذ الموقف ونقيضه، ويقول الشيء وعكسه.
منذ اندلاع الحرب السودانية في إبريل الماضي، بدا الموقف المصري متراجعاً أمام وساطات دولية وإقليمية، لكنه متقدم في ملف اللاجئين السودانيين. وتضاربت آراء المراقبين حول فعالية دور مصر في الأزمة السودانية من عدمها.
تحوّلت لغة قائد مليشيا الدعم السريع في السودان من البطش والتهديد، إلى الحديث عن الديمقراطية والحكم المدني. وليست لديه مشكلة في تغيير جلده، فهو يحتاج هذا الخطاب كما كان يحتاج لتمجيد نظام عمر البشير. فكل شيء بالنسبة له عتبة في الطريق إلى السلطة.
بعد أكثر من شهر على اندلاع الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، أعلن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الجمعة، إقالة نائبه، الذي أصبح عدوه اللدود، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وأحاط نفسه بمقربين إليه على رأس الجيش والدولة.
جاء محمد حمدان دقلو من اللامكان، وصعد بسرعة إلى قمّة السلطة في بلاد فقدت روافعها الطبيعية التي تساعد المواطنين على الترقّي السياسي والوظيفي، فما عاد من طريق للصعود إلا البندقية، والقرب من السلطة، وهو ما يفعله الرجل حتى الآن.
تسري التكهنات في الأوساط السودانية عن قرار مرتقب بنقل الخدمات الإدارية من العاصمة السودانية الخرطوم إلى مدينة بورتسودان الساحلية، في خطوة تأتي، في حال تنفيذها، تجاوزاً للدمار الذي خلفته الاشتباكات بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" في الخرطوم.
dsdv القتال على السلطة في السودان مهرولاً بسرعة نحو فوضى شاملة تضرب البلد المثقل بتاريخ النكبات، والقوتان المتصارعتان لا يهتمان بالهاوية التي تسير إليها البلاد، لانشغالهما بمحاولة اكتساب شرعية لحربهما، بينما ينزح السودانيون وهم يلعنون الحرب وطرفيها