يثير الدور المتصاعد للمبعوثة الأممية في بغداد، جينين بلاسخارت، توجس قوى سياسية وفصائل في البلاد توصف بأنها مقربة من إيران، خاصة فيما يتعلق بأزمة تشكيل الحكومة، وهو ما دفع بقادة كتل سياسية وزعماء فصائل مسلحة لممارسة ضغوط من أجل تحييدها.
وجّهت أسرة الصحافي العراقي توفيق التميمي الذي اختطف في التاسع من الشهر الماضي أثناء توجهه إلى مقر عمله وسط بغداد، حيث يعمل في صحيفة محلية يومية، من قبل مسلحين مجهولين، نداءً جديداً للسلطات العراقية لمساعدتها في إنقاذ ابنها.
أدّى تعدّد السلطات القضائية في العراق إلى تعدّد وجهات النظر القانونية في مختلف المحطات الأساسية، ومنها صلاحية رئيس الجمهورية في تسمية رئيس للحكومة، وذلك في غياب أي تشريع برلماني يوحّد الجهات القضائية تحت سلطة واحدة.
تراجع المتظاهرون العراقيون خطوة إلى الوراء في ظلّ تفشي وباء كورونا عالمياً وفي العراق، لكنهم لم يرفعوا العلم الأبيض، بل يواصلون دراسة الخيارات المتاحة للمحافظة على التصعيد في خضمّ الأزمة السياسية في البلاد.
أعلنت مصادر طبية عراقية في العاصمة بغداد، اليوم الجمعة، عن ارتفاع حصيلة مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن إلى 17 متظاهراً أُصيبوا ببنادق الصيد والرصاص الحي، أحدهم فتى بحالة حرجة يبلغ من العمر 15 عاماً، سقط بالقرب من ساحة الخلاني.
مع استمرار عمليات قمع المحتجين العراقيين الذين يواصلون تظاهراتهم الأطول في تاريخ العراق الحديث، والتي تدشن شهرها السادس على التوالي، تجد قوى سياسية عراقية نفسها مرغمة على مغازلة ساحات التظاهر، ولا تتأخر أيضاً عن المطالبة بإشراكها بالحكومة المقبلة.
أطلق ناشطون عراقيون حملة إلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بوضع حد لعمليات الاعتقال، التي تنفذها قوات الأمن بحق المتظاهرين من دون سند قضائي، فضلا عن زيادة جرائم الخطف والتغييب القسري للناشطين والمتظاهرين.
شهدت ساحات وميادين جنوبي ووسط العراق فضلاً عن العاصمة بغداد، اليوم الثلاثاء، تظاهرات حاشدة شاركت فيها أعداد كبيرة من العراقيين بينهم طلاب جامعات ومدارس، واتحادات ونقابات عمالية مختلفة، استجابة لدعوات أطلقها ناشطون منذ أيام.
فيما عبر الجزائريون مخاضهم الثوري بالحد الأدنى من الخسائر، وبأقل القليل من الآلام، ومن غير نقطة دم، لا يزال العراقيون الذين أبلوا أحسن إبلاء في الساحات والميادين يراوحون، مع الأسف، في المكان، من دون تحقيق أي انجاز يعتد به.
تعود في العراق مجدداً ظاهرة ما يُعرف بـ"السيطرات الوهمية" إلى الواجهة، لكن هذه المرة تتركز في مناطق ديالى الحدودية مع إيران شرقي البلاد، والمناطق الحدودية بين نينوى وكركوك وصلاح الدين.