لا أعرف لماذا بالتّحديد أفكّر في إتقان المحكوم عليه التّظاهر بالموت، منحنياً على بطنه، ساقطاً على ركبتيه، متلوياً، إلى أن يفارق الحياة، يفارق الحياة بإتقان فوق عشب الحديقة، لا يتحرّك إلى أن نقترب منه ونحرّكه من كتفيه وساعتها كان يحيا من جديد مبتسماً، ماسحاً عن وجوهنا بعض الفزع.
يصعب عليّ أن أقول لكم، لكن بالتأكيد بسبب الذكرى التي استحضرت، أقترب من التابوت حيث يرقد بهدوء، أنحني عليه، يداي مضمومتان قليلا تحت الصدر، أقترب من أذنه وأقول له: يكفي هذا، توقّف عن دور الهندي، وأهزه من كتفيه إلى أن يوقفني ابنه: أأنت مجنون أيها العجوز الخرف؟
بعدها، رغم أنّني أظنّ أنهم لا يريدون بقائي، أجلس لأنتظر رؤية علامات الحيرة على وجوههم حين يستيقظ.
* Jesús Esnaola Moraza كاتب إسباني ولد عام 1966 في سان سباستيان، أقصى شمال إسبانيا. نشر "سنوات المطر" وهو أول مجموعاته القصصية سنة 2012 ومنها هذه القصة.
** ترجمة عن الإسبانية: إبراهيم اليعيشي