جورج بوش

إلى متى تستمر هذه الباطنية السياسية العربية؟ لا يستطيع كل قاموس مفردات الفذلكة السياسية إخفاء عورة هذه الكارثة، خطاب سياسي رسمي عربي مزدوج، له ظاهر وباطن، وهو أخطر ألف مرّة من خطيئة "ازدواج المعايير" التي لطالما آلمنا أن يرتكبها الغرب بحقّ قضايانا.

تمنحنا غزّة، بكل البسالة التي بها تقاوم العدو الصهيوني المحتل، في مناخ من التواطؤ والعجز، درساً بليغاً تسنده الوقائع على الأرض، أن المقاومة ليست إرهاباً. تحتضن الجماهير العربية، ومعها كثيرون من أحرار العالم وشعوبه ونخبه النيّرة والمنصفة هذه المقاومة.

في مثل هذه المناخات التي تخيّم علينا، والمتسمة بمرارة الخذلان وطعم التطبيع الذي يقتل الفلسطينيين مرتين، لا يمكن تماما أن نتنكر، كما يفعل بعضهم، لقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. إنها، وإن كانت ابتكار الغرب، ميراثٌ إنساني، علينا أن نرسّخه عميقا.

ألحقت عملية طوفان الأقصى هزيمة وإذلالا مُدهشين بإسرائيل على يد المقاومة الفلسطينية، وبتخطيط مباشر من "حماس"، فاق توقّع الحركة نفسها. وهذا يُذكّرنا بنتائج انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006، والتي فازت فيها "حماس"، وشكلت آنذاك صدمة للجميع.

لن يتنازل نظام كوريا الشمالية عن تلك العبرة التي استخلصها من إسقاط صدّام حسين بعد خلع أظافره ومحاصرته وإضعاف قوته العسكرية، ذلك أن سلاحه النووي الذي يهدّد به اليوم واشنطن وحلفاءها في محيطه الجغرافي، هو الضمانة الوحيدة لبقاء النظام الشيوعي في السلطة.

تستخدم إسرائيل المستوطنات في الضفة الغربية منذ احتلال 1967 لتحقيق هدف كبح قيام دولة فلسطينية. وهو هدف وقف وراء كل مشاريع التسوية التي جرى تداولها، ولم تتجاوز كلها غاية تقطيع أوصال الحيّز العام في الضفة الغربية، لجعل مثل هذه الدولة بمثابة جيوب منفصلة.

قال وزير الداخلية الفرنسي، جيرار دارمنان "في فرنسا وأوروبا خطرا أول يتمثل بـ"الإرهاب السنّي"، في محاولة لتوظيف الإرهاب واستثماره في معاركه السياسية، وللتغطية ربما، على عمليات إرهابية تستعملها الدول عادة.

"اجتماع النقب" الذي ضم دولا عربية مع إسرائيل يدلّ بوضوح، من بين أمورٍ أخرى، على أنّ القادة العرب قد نسوا مبادرة السلام العربية تمامًا، ولم يعودوا يُلزمون أنفسهم بها، بل ورُبّما باتوا مسلّمين بأنها أصبحت غير قابلة للإحياء أو حتى إعادة الترميم.