أدونيس

لا نملك، نحن العاملين في الصحافة، سوى الاحتراس المهني الشديد الحذر، من إسناد أيٍّ من طرفي قضية شكاية امرأة بريطانية على وزير إماراتي، اتهمته باعتداء جنسي عليها، وهذا هو المقتضى الأوجب أن يأخذه أي متحدّث في القصة كلها، وإن للزوبعة الإعلامية ظلالها.

ينسجم فوز الشاعرة الأميركية، لويز غليك، مع زمن التفاهة الذي نعيش، فهي لم تقدّم ما يضاهي ما قدمه كونديرا وكاداريه وأدونيس. إنها نموذج لعصر جيل بيل غيتس، الذي ليس أكثر من تاجر تقني شاطر استغل تفاهتنا وضجرنا جيدا ليجمع ثرواتٍ لا يحدّها إلا الخيال.

نيل شاعرةٍ مقتدرة مثل الأميركية، لويز غليك، جائزة نوبل للآداب،مبعث غبطة. ولكن ليس في وسعنا، نحن العرب، ومعنا شركاؤنا العالمثالثيون، أن نتخفّف من الشعور المتوطّن فينا بأن مركزية أوروبية، وبيضاء، تتقصّد التعامل معنا بفوقية عندما تتعمّد الجائزة تجاهلنا.

تصدّر اسم الشاعر أدونيس قائمة موقّعي بيان ذاع أخيرا ضد تحويل أيا صوفيا من متحف إلى مسجد، فإن المرء يعجب من وجود أسماء غير قليلة، بلا أي حيثيةٍ ثقافيةٍ أو إعلاميةٍ وازنة بينهم، كما أن الغالبية العريضة من ناس البيان، العرب تعييناً، مناصرون لنظام الأسد