تحركات أسعار النفط المستقبلية

21 سبتمبر 2015
تأرجح في أسعار النفط(Getty)
+ الخط -
يواجه النفط تحديات كبيرة خصوصاً بعد العيش بالأمل والرغبة في تحسين مؤشرات الأسعار. وما زالت الأخيرة متقلبة ولم تحدد مسارها بشكل واضح حتى تاريخ 16 أيلول/ سبتمبر، في حين يترقب المستثمرون دورياً نتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والأرقام الأسبوعية للمخزونات الأميركية. 
وجرى تداول العقود الآجلة لخام برنت، تسليم شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، عند مستوى 48.35 دولاراً للبرميل، بزيادة قدرها 1.25% عن آخر مستوى، كما ارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي تسليم شهر تشرين الأول/ أكتوبر بنسبة 1.59% إلى 45.31 دولاراً للبرميل.

معدلات الفائدة

تخوّف المستثمرون من اجتماع لجنة السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الذي بدأ يوم الأربعاء وانتهى يوم الخميس الماضي، حيث جرى البحث في جدوى زيادة معدلات فائدة المصرف المركزي الأميركي التي تبلغ حوالي الصفر منذ 2008. ونلاحظ أنه من الصعب على المستثمرين التكهّن بتطبيق نتائج هذا الاجتماع، وأي زيادة في معدلات الفائدة ستدفع بأسعار الدولار إلى الأعلى وستجعل النفط أكثر كلفة للوسطاء الذين يتعاملون بعملات أضعف، ما سينظر إليه على أنه نذير سوء للنفط. وقد يسهم انخفاض الدولار على المدى القصير في تشجيع المضاربين على دخول أسواق النفط، والذي يسهم بدوره في زيادة أسعار النفط وزيادة ذبذبتها، أي أن هناك علاقة عكسية بين قيمة الدولار وأسعار النفط.


اقرأ أيضاً:فرضيات مستقبل "أوبك"

ولذا نلاحظ أن المستثمرين يبحثون في الأرقام الأسبوعية للاحتياطات النفطية وإنتاج الخام في الولايات المتحدة التي تعد مؤشراً مهمّاً حول تطور الطلب، ومن المنتظر صدور البيانات الرسمية الخاصة بمخزونات الخام في الولايات المتحدة في وقت لاحق من الاجتماع، وعلى أثر ذلك تلقت الأسواق بداية الأسبوع الحالي معلومات تفيد بتراجع إنتاج النفط في الحقول الأساسية الأميركية في الفترة ما بين شهري آب/ أغسطس وأيلول/ سبتمبر بنحو 80 ألف برميل يومياً.
من جهة أخرى، فإن الوكالة الدولية للطاقة قد توقعت نهاية الأسبوع الماضي، تراجع إنتاج النفط في الولايات المتحدة عام 2016 إلى أدنى مستوياته منذ عام 1992، وذلك نتيجة لهبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية، منوهة بانكماش النفط المحكم الأميركي الخفيف بواقع 400 ألف برميل يومياً في العام المقبل.

اتجاهات هابطة 

ووفقاً للتقديرات الجديدة، فإن إنتاج النفط الأميركي خلال عام 2015 سيصل إلى 9.2 ملايين برميل يومياً، وهو أقل بنحو 140 ألف برميل يومياً عن التوقعات السابقة البالغة 9.36 ملايين برميل يومياً. ويشهد قطاع الطاقة الأميركي حالياً اتجاهاً هابطاً في إنتاج النفط، نظراً لاستمرار تراجع عدد منصات الحفر العاملة في الولايات المتحدة، وهذا على الأرجح سيشكل دعما لأسواق الطاقة العالمية، بالرغم من أن ارتفاع أسعار النفط يعتمد أيضاً على لاعبين رئيسيين آخرين في السوق.
وعلى أثر ارتفاع وانخفاض الأسعار، قال الرئيس التنفيذي لشركة رويال داتش شل، بن فان بيوردن، لوكالة البي بي سي، إنه يصعب التنبؤ بحدوث انتعاش في أسعار النفط، مؤكداً أن مجال العمل متقلّب جداً في ما يتعلق بالعرض والطلب، وأسعار النفط تستجيب للفارق الصغير جداً بين العرض والطلب، وبالتالي انخفض سعر النفط إلى أقل من 50 دولاراً للبرميل الواحد العام الماضي.
ولذلك نجد أن توقعات أسعار النفط باتت حديث المؤسسات العملاقة، إذ إن مجموعة غولدمان ساكس، قد توقعت في وقت سابق من هذا الشهر، أن أسعار النفط يمكن أن تنخفض لأقل من 20 دولاراً. ورداً على سؤال لبي بي سي حول مستقبل أسعار النفط وما ستؤول إليه، قال رئيس شركة شل إن الجواب الصادق على ذلك هو أنني "لا أعرف"، يمكن أن تتراجع أسعار النفط للنصف على خلفية زيادة المعروض. ويظهر هذا كيف أن النظام كله غير مرن، وذلك ببساطة أن النفط رخيص جداً، وليس الأمر كما لو أن الطلب سيستجيب، ولذلك يتبيّن أن النفط إذا أصبح أرخص، فلن يغري المستهلكين باستخدام الكثير منه، كما يمكن أن يحدث مع غيره من المنتجات.

وعلى الرغم من هذه الصورة المأسوية، فقد حافظ منتجو أوبك، وخاصة المملكة العربية السعودية، على مستويات الإنتاج العالية في محاولة للحد من إنتاج الولايات المتحدة للزيت الصخري، وهو غير مجدٍ اقتصادياً في ظل انخفاض الأسعار، وتدير المنظمة الموقف في ظل انخفاض أسعار النفط من خلال الحفاظ على ديونها منخفضة، حيث إن ديون المنظمة هي حوالي 12% من إجمالي رأس المال.
(خبير نفطي عراقي)

اقرأ أيضاً:تنبؤات حول أسعار النفط