حسن فضل يحقق حلمه السوري في تركيا

حسن فضل يحقق حلمه السوري في تركيا

21 مايو 2019
وجد طريقه (العربي الجديد)
+ الخط -

حسن فضل، شاب سوري ولد في بلدة أحسم في ريف إدلب، شاءت الظروف أن يلجأ إلى تركيا بحثاً عن مستقبل مختلف عن أجواء الحرب والدمار في بلده. يتحدث إلى "العربي الجديد" عن التجربة الصعبة التي مرّ فيها قبل أن يصبح طالباً جامعياً اليوم.

يقول فضل: "في الأسبوع الأول للثورة عام 2011، خرج عدد كبير من المتظاهرين متجهين إلى مدينة إدلب. كان يوماً صعباً، ففي بلدة المسطومة القريبة كان هناك معسكر للجيش اعترض المتظاهرين وأطلق عليهم النار، فسقط العديد من القتلى من بينهم شاب من بلدتنا. هذا الأمر سبب لنا صدمة كبيرة. و بعد فترة حدثت مواجهة ارتكب فيها النظام مجزرة، ولم أكن أتخيل أن يكون الجيش الذي كنت أعتقد أنّه يحمينا هو من سيقتلنا".

يضيف فضل: "كنت في تلك الفترة أخاف من الذهاب إلى المدرسة بعد تمركز الجيش في البلدة، وبقائه أكثر من سنتين. بعد ذلك بات للنظام حاجز أمام المدرسة تماماً فامتنعت عن الذهاب إليها تماماً، وكنت في الصف التاسع، إذ إنّ والدي كان مطلوباً للنظام". يتابع: "في نهاية السنة الدراسية دخل الجيش الحر إلى البلدة، فشعرت بارتياح كبير، كون أقاربي فيه، لكنّ القصف بدأ على البلدة وكنت أخاف كثيراً عند رؤية الطيران. أصبت بالصدمة مع استشهاد ابن عمي. وبعد فترة اشتد القصف على البلدة، فاضطررنا إلى النزوح باتجاه بلدة أخرى في ريف إدلب لنقيم هناك نحو أربعة أشهر. عدنا إلى بلدتنا وأصيبت والدتي، ومع اشتداد القصف قررنا المغادرة إلى تركيا، تاركين أخي في صفوف الجيش الحر".

عن الحياة في تركيا، يقول فضل: "في الفترة الأولى لم أحتمل البقاء، وبعدها سجلت في إحدى المدارس، وكنت أذهب إليها من دون رغبة، لكنّني تحدثت إلى فريق تربوي استوعب شغفي بالإعلام والتصوير، وبعدها دعمتني منظمة، فأجرت لي دورات. وفي عام 2015 أرسلتني المدربة لإجراء فترة تدريبية في أسس العمل الصحافي، في صحيفة صدى الشام، في إسطنبول، فشعرت أنّ حياتي تغيرت تماماً، وامتلأت شعوراً بالمسؤولية".




ويتابع فضل: "لم أكن قد أنهيت الثانوية العامة، لكنّي تعلمت كثيراً في صحيفة صدى الشام، وتعرفت على كثير من العاملين في هذا المجال بمدينة إسطنبول، ومن بين التجارب التي خضتها تصوير أغنية لفنان سوري. وبعد إنهائي المرحلة الثانوية، قبلت بي جامعة غيرسون في فرع الصحافة، لكن لسوء الظروف لم أتمكن من تثبيت التسجيل، وبعدها انتقلت للدراسة في جامعة كارابوك حيث أتخصص حالياً في الإذاعة والتلفزيون". ويؤكد أنّ "ما كنت أحلم به حصلت عليه، لكن، لن ينتهي الحلم بتخرجي من الجامعة، بل عليّ أن أضع بصمتي في المجتمع، وسأسعى لذلك".

المساهمون