60 شهيداً من عائلة واحدة في غزة في هجومَين إسرائيليَين في شهر واحد

60 شهيداً من عائلة واحدة في غزة في هجومَين إسرائيليَين في شهر واحد

12 ابريل 2024
شهداء حي الدرج من عائلة الطباطيبي إلى المقبرة، 12 إبريل 2024 (داود أبو الكاس/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- عائلة الطباطيبي في غزة تعيش حالة حداد مرة أخرى بعد غارات إسرائيلية أسفرت عن استشهاد أكثر من 60 فردًا منها، بما في ذلك 25 فردًا في غارة أخيرة على حي الدرج.
- الغارات الإسرائيلية تسببت في دمار هائل، بما في ذلك تدمير مبنى سكني كان يأوي العائلة، وسط شهادات من الناجين تصف الهجوم بأنه "مجزرة" دون سابق إنذار.
- منذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا على غزة أدت إلى آلاف الضحايا المدنيين وكارثة إنسانية، مما أسفر عن مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".

تعيش عائلة الطباطيبي في غزة حالة حداد للمرة الثانية في أقل من شهر، بعدما أدت غارات إسرائيلية على المباني التي كانوا يحتمون فيها إلى استشهاد أكثر من 60 من أبنائها. وشنّت الغارة الأخيرة في الساعات الأولى من صباح الجمعة على حي الدرج المكتظ في مدينة غزة، مسفرة عن وفاة 25 فردا على الأقل من عائلة الطباطيبي، وفق ما قاله أحد الأقارب لوكالة "فرانس برس". وفي شارع ضيق، كان المبنى المؤلف من ستة طوابق، والذي كانت تحتمي فيه عائلة الطباطيبي، ما زال قائما حتى صباح الجمعة، لكن الآن لم يبق منه سوى شرفات متدلية مع طابق أرضي متفحم يتكدس فيه الركام.

وروى خالد الطباطيبي، وهو أحد الناجين من أفراد العائلة، لوكالة فرانس برس: "كنا نائمين.. لم نسمع أي صاروخ ولا أي شيء". وأضاف: "نزلنا ووجدنا أخواتي وأولادهن وبناتهن، كلهم استشهدوا، كلهم أشلاء... لا نعرف لم استهدفوا المنزل، إنها مجزرة". من جهته، قال جار العائلة زياد درداس الذي أصيب شقيقه في الغارة لوكالة فرانس برس: "لم نر إلا صاروخا انفجر واشتعلت النيران في جيراننا. هذا جنون، هذه قمة الجريمة من قادتنا وقادة إسرائيل". ونقل القتلى والجرحى إلى مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، والذي دمر معظمه خلال العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة.

حمام دم 

وكانت عائلة الطباطيبي التي نزحت بسبب القصف الإسرائيلي مرات عدة في حالة حداد أصلا. ففي 15 مارس/آذار، اجتمعت العائلة في وسط غزة لتناول الإفطار، في جلسة سرعان ما تحولت إلى حمام دم. وقال شهود لوكالة "فرانس برس" وقتها إن غارة جوية أصابت المبنى الذي كانوا فيه أثناء تحضير النساء وجبات السحور، ما أسفر عن مقتل 36 فردا من العائلة. وحمّل ناجون إسرائيل مسؤولية الهجوم كما فعلت وزارة الصحة في قطاع غزة، والتي قدمّت حصيلة القتلى نفسها. ورداً على استفسار حول تلك الغارة، زعم الجيش الإسرائيلي أنه شنّ هجوما على "إرهابيين" في مخيم النصيرات استمر "طوال الليل"، دون تقديم تفاصيل.

وقال محمد الطباطيبي حينها في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح القريبة قبل نقل جثامين أقاربه لدفنها: "هذه أمي وهذا أبي وهذه عمتي وهؤلاء أخوتي... قصفوا البيت ونحن فيه. كانت أمي وعمتي تجهزان طعام السحور... كلهم استشهدوا، لا أعرف لماذا قصفوا البيت وعَملوا مجزرة". ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".

(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون