الطفل المقدسي مالك عيسى مهدّد في بصره بسبب الاحتلال

القدس المحتلة

محمد محسن

محمد محسن
20 فبراير 2020
B30E5695-7F4E-47E5-9BD7-CCFA00B49784
+ الخط -

يبدو أنّ الاحتلال الإسرائيلي مصرّ على ملاحقة واستهداف أطفال العيسوية في القدس المحتلة. فقد أصاب رصاصه المطاطي الطفل مالك وائل عيسى البالغ من العمر ثمانية أعوام، في طريق عودته من مدرسته برفقة شقيقاته. واليوم، الصغير مهدّد بفقدان بصره، وهو يرقد في مستشفى "هداسا عين كارم" في القدس

يقول محمد أبو الحمص، من لجنة المتابعة في بلدة العيسوية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عدد الذين فقدوا عيونهم برصاص الاحتلال المطاطي من أبناء البلدة إلى ارتفاع، وقد تجاوز 15 مواطناً، بمن فيهم أطفال وكبار في السنّ ونساء". يضيف أنّ "العيسوية من أكثر البلدات الفلسطينية التي تضمّ ضحايا يكتفون بعين واحدة بعدما استهدفهم جنود الاحتلال عمداً مختارين عيونهم، سواء في الشارع مثلما حدث مع الصغير مالك أو على شرفات المنازل مثلما حدث مع المرأة المسنّة فاطمة عبيد".

ومالك أصيب بعيار مطاطي في وجهه من دون أن تُحدَّد حتى اللحظة خطورة الإصابة وما إذا كان الأمر يتطلب استئصال العين المتضررة. ويؤكد والده وائل عيسى، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الضرر كبير جداً"، مشيراً إلى أنّ "احتمال فقدان عينه وارد جداً". يضيف الوالد أنّ "ما أخبرنا به الأطباء حتى الآن، بعد إجراء عمليات جراحية عدّة لمالك، هو أنّ العيار المطاطي أصاب منطقة الجبين بين العينَين وتسبّب في ضرر كبير في عينه اليسرى، عدا عن إصابته بكسور في الجمجمة وأضرار أخرى في الوجه".

لا يخفي الوالد خشيته ممّا سوف يكون وقلقه على ولده، فيما يخبر بأنّ "مالك كان عائداً من مدرسته إلى المنزل في البلدة برفقة شقيقاته قبل أن يدخلوا إلى بقالة اشتروا منها بعض الحلوى والمسليات. وما إن أطلّ برأسه من باب البقالة مغادراً، حتى أصيب بعيار مطاطي في مقدّمة الجمجمة ليسقط بعدها وينزف بغزارة". ولعلّ أكثر ما يثير غضب الوالد هو "ادعاء قوات الاحتلال أنّ المنطقة حيث أصيب مالك كانت تشهد مواجهات مع قوات الاحتلال. وهذا أمر غير صحيح، فالبلدة كانت في حالة هدوء تام وتجمّع المواطنين أتى بعد إصابة طفلي". يتابع: "يحاولون التستّر على الجريمة ومنع التحقيق مع الضابط المتّهم بإطلاق النار على مالك. فالضابط يدّعي أنّ الحادثة سبقها رشق حجارة وإطلاق النار طاول جداراً كانت تُرشَق الحجارة في محاذاته، وقد يكون الطفل أصيب بحجر ألقاه". ويشدّد الوالد هنا على أنّ "رواية الضابط تناقض رواية الشرطة الإسرائيلية التي أكّدت أنّ مالك أصيب بطلق مطاطي. أتحدّاهم أن يثبتوا صدق تلك الرواية. لدينا من الأدلّة ما يكذّبها، سواء ما حصلنا عليه من وثائق طبية، أو ما رواه شهود عيان في إفاداتهم عن الحادثة والتي أكّدوا فيها أنّ البلدة كانت تشهد هدوءاً تاماً".



لكنّ الوالد يؤكّد أنّ "ما نريده أوّلاً هو تعافي مالك وعودته إلى مدرسته، وألا يبقى الاحتلال دقيقة واحدة في بلدتنا. فوجوده مستفز وهو الذي يبادر إلى الاعتداء على أبنائنا". وعائلة مالك في هذه المرحلة همّها الاطمئنان على صحة الصغير، خصوصاً في ما يتعلّق بمصير عينه المتضرّرة من جرّاء الإصابة، فالصورة ما زالت غير واضحة، فيما الإصابة خطرة والضرر كبير.

من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الجريمة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، بحقّ الطفل الفلسطيني مالك عيسى. وأكّدت في بيان لها، أمس الخميس، أنّه على الرغم من وضوح وجسامة الجريمة البشعة، فإنّ شرطة الاحتلال تماطل وتبحث عن مبرّرات لعدم فتح تحقيق رسمي مع الشرطي المجرم الذي أطلق النار. أضافت أنّ هذه الجريمة امتداد لحملة التنكيل الوحشية التي تمارسها شرطة الاحتلال وقواته ضدّ بلدة العيسوية ومواطنيها منذ أكثر من تسعة أشهر، في محاولة لكسر إرادة صمود المواطنين.



ويبقى السؤال الأبرز: ما الذي يجعل قناصة الاحتلال يختارون عيون ضحاياهم تحديداً، فيما يستطيعون استهدافهم في مناطق أخرى؟ فيقول أبو الحمص: "من الواضح أنّ ثمّة تعمّداً مقصوداً من قبل جنود الاحتلال الذين فشلوا على مدى الأعوام الماضية في إخضاع بلدة العيسوية أو كسر شوكة مقاومة أبنائها"، مضيفاً أنّ "ما يحدث مؤشّر على وحشية تعامل الاحتلال مع البلدة وأبنائها، حتى عندما يكون الهدوء سيّد المكان. هم يفتعلون الصدام ويجرّون الأهالي إلى ردّ فعل ليبطشوا بهم". وتشمل قائمة الذين فقدوا عيونهم من أبناء العيسوية، بحسب أبو الحمص، أسماء معروفة من قبل الجميع وكذلك وسائل الإعلام التي تواكب باستمرار ما يحدث في البلدة من قمع وتنكيل. من أسماء هؤلاء يذكر "رامي غريب، وطارق فراس العيساوي وهو فتى في مقتبل العمر وابن شقيق الأسير سامر العيساوي، والأسيرة المحرّرة شيرين العيساوي، والمرأة المسنّة فاطمة عبيد، ولؤي عبيد، وصالح سليمان، ونور أيمن حمدان، وآخرين".

ذات صلة

الصورة
دجاني غادر فريق أياكس (العربي الجديد/فيسبوك/Getty)

رياضة

اضطُر المدرب الفلسطيني محمد دجاني (31 عاماً) لفسخ عقده مع نادي أياكس أمستردام الهولندي، بعد تلقيّه إخطاراً من سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

الصورة
اشتباكات في طولكرم شمالي الضفة / 14 نوفمبر 2023 (Getty)

سياسة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن بدء عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال الضفة الغربية المحتلة، بمشاركة قوات كبيرة وطائرات ومروحيات عسكرية.
الصورة
اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين، رام الله (العربي الجديد)

مجتمع

للسابع والعشرين من أغسطس/ آب من كل عام خصوصيته لدى عائلة الشهيد صالح البرغوثي، فهو اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين
الصورة
فلسطينيون يتسلمون عددا من جثامين الشهداء أطلق الاحتلال سراحها، 5 أغسطس 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يواصل الاحتلال الإسرائيلي احتجاز 552 جثماناً فلسطينياً بينهم 256 في مقابر الأرقام، إضافة إلى المئات من جثامين الشهداء من قطاع غزة.