يونيسف: 700 ألف طفل في السودان عرضة لأخطر صور سوء التغذية

يونيسف: 700 ألف طفل في السودان عرضة لأخطر صور سوء التغذية

09 فبراير 2024
عشرات آلاف أطفال السودان سوف يموتون من جرّاء سوء التغذية في حال لم يُعالَجوا (فرانس برس)
+ الخط -

حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من احتمال معاناة 700 ألف طفل في السودان من أخطر صور سوء التغذية في عام 2024، مع احتمال تسجيل عشرات آلاف الوفيات بين هؤلاء الأطفال، ويأتي ذلك وسط الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب التي اندلعت في البلاد قبل نحو عشرة أشهر، علماً أنّ القتال ما زال متواصلاً اليوم.

والحرب القائمة ما بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، منذ منتصف إبريل/ نيسان 2023، دمّرت البنى التحتية للبلاد ودفعت إلى إطلاق تحذيرات من مجاعة محتملة وأجبرت الملايين على النزوح من مناطقهم داخل السودان وإلى خارجه.

وقال المتحدث باسم منظمة يونيسف جيمس إلدر، في مؤتمر صحافي عقده اليوم الجمعة في جنيف، إنّ "تبعات الأيام الـ300 الأخيرة (عدد أيام الحرب) تفضي إلى الترجيح بأنّ أكثر من 700 ألف طفل سوف يعانون من أخطر صور سوء التغذية هذا العام".

أضاف إلدر: "لن تتمكّن يونيسف من علاج أكثر من 300 ألف من هؤلاء (الأطفال) من دون تحسين إمكانية الوصول (إليهم) ومن دون دعم إضافي. وفي هذه الحالة، سوف يموت عشرات الآلاف على الأرجح".

وشرح إلدر أنّ "أخطر صور سوء التغذية" سوء تغذية حاد وشديد يجعل الطفل أكثر عرضة للوفاة بنحو 10 أمثال مقارنة بسواه، بسبب أمراض مثل الكوليرا والملاريا. ولفت إلى أنّ من المتوقّع أن يعاني 3.5 ملايين طفل من سوء التغذية الحاد.

وتمدّ منظمة يونيسف السودان بـ"أغذية علاجية جاهزة للاستخدام"، وهي مواد غذائية منقذة للحياة تعالج الهزال الشديد لدى الأطفال دون الخامسة من عمرهم.

وتسبّبت حرب السودان في إحدى أكبر أزمات النزوح في العالم، إذ فرّ نحو ثمانية ملايين شخص من منازلهم، نصفهم من الأطفال. وأشار إلدر إلى أنّ ذلك يعني "13 ألف طفل كلّ يوم على مدى 300 يوم".

ولفت المتحدّث باسم منظمة يونيسف إلى "زيادة بنسبة 500 في المائة"، في عام واحد، في حالات القتل والعنف الجنسي وتجنيد الأطفال للقتال. وشرح أنّ "ذلك يعني أعداداً صادمة من الأطفال الذين قتلوا أو اغتُصبوا أو جُنّدوا. وهذه الأرقام ليست إلا قمة جبل الجليد"، مشدّداً على ضرورة التوصّل إلى وقف لإطلاق النار وزيادة المساعدات.

وتحثّ المنظمة على جمع 840 مليون دولار أميركي لمساعدة ما يزيد قليلاً عن 7.5 ملايين طفل في السودان هذا العام، غير أنّ إلدر عبّر عن أسفه لعدم كفاية الأموال التي جُمعت في النداءات السابقة.

وبيّن إلدر، في المؤتمر الصحافي نفسه، أنّ "على الرغم من حجم الاحتياجات، لم يتسنّ الحصول على التمويل الذي سعت إليه يونيسف في العام الماضي (2023) لنحو ثلاثة أرباع الأطفال في السودان"، مطالباً المانحين بالقيام بالمزيد.

وقال إلدر: "على العالم التوقّف عن غضّ النظر" عمّا يحدث، متسائلاً "أين هي إنسانيتنا في حال سمحنا باستمرار هذا الوضع؟".

وكانت الأمم المتحدة قد دعت الدول، أوّل من أمس الأربعاء، إلى عدم نسيان المدنيين في السودان الذين يعانون من الحرب القائمة، وحثّت على جمع 4.1 مليارات دولار لتلبية احتياجاتهم الإنسانية ودعم أولئك الذين فرّوا إلى دول مجاورة.

يُذكر أنّ نصف سكان السودان، أي نحو 25 مليون شخص، يحتاجون إلى مساعدة إنسانية وحماية، فيما لجأ أكثر من 1.5 مليون شخص إلى جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان، بحسب بيانات الأمم المتحدة الأخيرة.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)