قال فلسطينيون ناجون من مجزرة القصف الإسرائيلي الذي استهدف مستشفى المعمداني في غزة، مساء الثلاثاء، إنهم عاشوا "محرقة حقيقية".
أسفر استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمستشفى عن مشاهد مؤلمة، حيث تناثرت دماء وأشلاء في أرجاء المكان فضلا عن جثث ممزقة وأخرى محروقة.
وبينما يغرق الجميع في موجة من البكاء من هول الصدمة، تختلط دموعهم بدماء الشهداء خلال عملية البحث عن الأقارب بين الجثث، املا في العثور على أي علامة تدل على ابن أو زوجة أو قريب، ومن هول الصدمة الكل يبكي ويستغيث.
الشاب كريم البلتاجي (20 عاما)، يقول: "كنا في ساحة المستشفى شاهدنا بالونات حارقة تسقط من السماء تبعتها صواريخ"، مضيفا "شاهدت محرقة، الناس تحترق، الأشجار تحترق وتتساقط على المواطنين".
ولفت البلتاجي إلى أنه أصيب بجروح فقد على أثرها وعيه، وعندما استيقظ وجد نفسه في المستشفى، مشيرا إلى أنه وعائلته أجبروا على النزوح إلى المستشفى الأهلي المعمداني من منزلهم في حي "الرمال" تحت وطأة القصف الإسرائيلي العنيف الذي دمر أحياءً بأكملها، قائلا: "لا مكان آمن في غزة" جراء القصف الإسرائيلي المتواصل الذي يستهدف كل شيء.
المسن عزام حمدان (71 عاما)، قال إن "ما حدث معنا عمل بربري فاق كل المجازر، وفاق النازية".
أضاف حمدان الذي يتلقى العلاج جراء إصابته في قصف المستشفى: "كنا نتبادل الحديث في مأمن، فجأة وقع بيننا صاروخ، أصبت بجروح لا أستطيع أن أشاهد بعيوني، زوجتي فقدت الوعي لم استطع مساعدتها"، واصفا الواقعة بقوله : "الناس تقطعت، وباتت جثثا محروقة".
وعقب هذا القصف اتهم المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب مجزرة ضمن سلسلة مجازر يرتكبها منذ سنوات في كل مكان، مشيرا إلى أن "إسرائيل تسعى لقتل الشعب الفلسطيني ودفعه للهجرة وترك الأرض".
وأردف: "الناس ذهبوا لما اعتبروه مكانا آمنا في المستشفى لكن الاحتلال ينتهك كل الأعراف والقوانين. قتل في المساجد والمستشفيات، قتل الناس المدنيين في بيوتهم"، محملا الولايات المتحدة "مسؤولية تلك المجاز لدعمها إسرائيل سياسيا وعسكريا وتوفير الغطاء والحماية لها".
يذكر أنه لليوم الثاني عشر على التوالي تواصل إسرائيل شن غارات مكثفة على المنازل والمنشآت المدنية بغزة، وقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع، ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
(الأناضول)