المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: الوضع في غزة يخرج عن السيطرة

18 أكتوبر 2023
جانب من استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمستشفى المعمداني (علي جاد الله/الأناضول)
+ الخط -

أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على منصة إكس (تويتر سابقا)، اليوم الأربعاء، أن الوضع في غزة "يصبح خارج السيطرة" بسبب العجز عن إيصال مساعدات إنسانية جاهزة للتسليم.

وقال غيبريسوس: "مع كل ثانية نتأخر فيها في إدخال المساعدة الطبية نخسر أرواحاً"، مشدداً على أن الإمدادات الطبية عالقة منذ أربعة أيام عند الحدود بين مصر وقطاع غزة.

واستهدف الاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، المستشفى الأهلي المعمداني في غزة بقصف صاروخي، أسفر عن أكثر من 500 شهيد، وفقاً لوزارة الصحة في غزة، مشيرة إلى أن هناك "مئات... تحت الأنقاض".

من جهته، وصف المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة مجزرة مستشفى المعمداني بـ"الوحشية، التي لا مثيل لها، ولا يمكن وصفها"، مشيراً إلى أن معظم الضحايا أطفال ونساء غابت ملامحهم، ومنهم من وصل بلا رؤوس وأشلاء ممزقة وخروج للأحشاء".

وأضاف القدرة: "سيل الضحايا ونوعية الإصابات فاقا قدرات الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف"، موضحاً أنّ الأطباء كانوا يجرون عمليات جراحية على الأرض وفي الممرات، كما تم إجراء جزء من العمليات بلا تخدير".

وزير الصحة التركي يبحث مع "الصحة العالمية" المساعدات إلى غزة

من جهة أخرى، بحث وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة مع مسؤولي منظمة الصحة العالمية المساعدات الممكن إرسالها إلى قطاع غزة.

وجاء ذلك في منشور للوزير التركي عبر منصة "إكس"، الأربعاء، أوضح فيه أن وزارة الصحة التركية بدأت التحرك لتقديم خدمات صحية في غزة، وأنها تواصل في هذا الصدد المحادثات مع منظمات الصحة الدولية.

وأضاف أنه بعد "الهجوم البشع على المستشفى المعمداني الأهلي في غزة"، أجرى اتصالات هاتفية مع العديد من المسؤولين الدوليين، بمن فيهم كبار المسؤولين في منظمة الصحة العالمية.

وأكد أن النقطة الأبرز في محادثاته تركزت على أنه "لا يمكن قبول استهداف المؤسسات التي تخدم الصحة البشرية بأي ظرف أو بأي مبرر كان"، لافتا إلى استعداد بلاده "إرسال مستشفى عائم إلى المنطقة أو إنشاء مستشفيات ميدانية في غزة أو بالقرب من معبر رفح، لتقديم خدمات صحية لإخواننا الفلسطينيين".

وأردف أنه تناول مع المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة أوروبا، هانز كلوغ، ضرورة دعم خدمات الصحة في المنطقة بشكل عاجل وحاسم، معربا عن استعداد تركيا للتعاون معها في هذا الخصوص. وشدد على المسؤولية التاريخية للصحة العالمية في هذا الصدد، مضيفاً أن "مدير مكتب المنظمة الإقليمي لشرق المتوسط أحمد المنظري استقبل وجهات النظر التركية بشكل إيجابي خلال الاتصال".

نقابة الأطباء تفتح باب علاج المصابين حال فتح معبر رفح

إلى ذلك، دان نقيب أطباء مصر ورئيس اتحاد المهن الطبية أسامة عبد الحي بأشد العبارات "ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي الإجرامي مجزرة جديدة بقصفه المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في حي الزيتون بقطاع غزة، والذي أسفر عن سقوط مئات الشهداء من الضحايا الأبرياء والجرحى من المواطنين الفلسطينيين".

وأكد عبد الحي، في بيان له، اليوم الأربعاء، أن "قصف المستشفيات جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية، يجب محاسبة مرتكبيها وإحالتهم إلى المحكمة الجنائية الدولية"، مطالباً المجتمع الدولي وقادة الدول العربية ودول العالم أجمع بـ"التدخل الفوري لوقف المجازر والانتهاكات الإجرامية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وشدد نقيب الأطباء على ضرورة التدخل أيضاً للضغط على الجانب الإسرائيلي لفتح معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية، من أدوية وغذاء لقطاع غزة المحاصر.

وكان عبد الحي قد أعلن، في وقت مبكر من اليوم، فتح باب التسجيل أمام كلّ الأطباء من التخصصات الطبية المختلفة، الراغبين في علاج الجرحى الفلسطينيين حال فتح معبر رفح.

وأكد عبد الحي، في بيان، فتح باب التبرع على كلّ الحسابات البنكية للجنة مصر العطاء بنقابة الأطباء، لصالح الشعب الفلسطيني، مؤكداً دعم مجلس النقابة بكامل تشكيله الجديد للشعب الفلسطيني وحقه في الدفاع عن مقدساته وحقوقه المشروعة، ضد الاعتداءات التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.

"إنقاذ الطفل" تدين استهداف المدارس والمستشفيات في غزة

من جانبها، أدانت مؤسسة "إنقاذ الطفل" استهداف المدارس والمستشفيات في غزة، ودعت في بيان أصدرته، اليوم الأربعاء، إلى وقف فوري لإطلاق النار من أجل إنقاذ حياة الأطفال والمدنيين.

وقالت المديرة التنفيذية لمؤسسة إنقاذ الطفل-الأردن، ديالا الخمرة: "ندين وبشدة قصف المستشفيات والمدارس في غزة"، واصفة ذلك بأنه "استهداف للأطفال والمدنيين العزل"، مضيفة: "يبقى الأطفال هم الحلقة الأضعف في الصراع، حيث تشير التقديرات إلى أنه خلال 11 يوماً من الصراع خسرنا أرواح أكثر من 1000 طفل، أي أننا نخسر حياة طفل كل 15 دقيقة"، وهو رقم مرشح لزيادة كبيرة بعد قصف المستشفى المعمداني يوم أمس".

وزادت: "مع كل غارة جوية وصاروخ ورصاصة يتم إطلاقها يتضاءل شعور الأطفال بالأمان مرة أخرى، مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على سلامتهم على المدى الطويل"، لافتة في ذلك إلى أن العديد من العائلات والأطفال في الأردن فقدوا أهلهم وأقاربهم في غزة، في حين تعذر الاتصال مع الكثيرين".

من ناحيته، قال مدير "إنقاذ الطفل" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جيسون لي، إن "الحدث أسوأ ما توقعناه، حيث نرى استهدافاً للمدارس والمستشفيات؛ أماكن الأمان والملاذ. يجب حماية البنية التحتية المدنية مثل المستشفيات والمدارس في جميع الأوقات".

وتابع: "الهجمات على البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات التي يلجأ إليها الأطفال للمأوى، غير مقبولة بأي حال من الأحوال. هذه الحرب غير إنسانية وستؤدي إلى فوضى".

(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون