مليون شجرة...مبادرة قطرية لتعزيز التنوع البيولوجي

مليون شجرة...مبادرة قطرية لتعزيز التنوع البيولوجي

21 فبراير 2023
زراعة الأشجار تلتزم بمعايير تناسب البيئة القطرية (العربي الجديد)
+ الخط -

أنهت قطر زراعة مليون شجرة مع غرس رئيس الوزراء ووزير الداخلية القطري الشيخ خالد بن خليفة آل ثاني، الشجرة المليون في 18 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تزامناً مع الاحتفال بذكرى اليوم الوطني، وختام مونديال 2022 لكرة القدم، التي أقيمت لأول مرة على أرض عربية.
ودشنت وزارة البلدية والتخطيط العمراني القطرية مبادرة "زراعة مليون شجرة" في سبتمبر/ أيلول عام 2019، لتكتمل مع فعاليات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، التي تعتبر "الأكثر صداقة للبيئة" في تاريخ المونديالات العالمية. وجاءت المبادرة البيئية التزاماً من قطر بالتعهدات الدولية لاتفاق باريس للمناخ بشأن خفض نسبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وأهمية الأشجار في النظام البيئي وعلى صحة الإنسان وجودة الحياة، وتعزيز التنوع البيولوجي، والاستفادة من المياه المعالجة في الري، وتحسين جودة الهواء، وزيادة الرقعة الخضراء.

وركزت المبادرة على زراعة وغرس أشجار من البيئة المحلية القطرية، منها السدر، والغاف، والسمر، وذلك في مواقع مختلفة مثل محاور الطرقات الرئيسية في الدوحة وخارجها، والمدن الصناعية، ومواقع محطات ووحدات معالجة وتخزين مياه الصرف الصحي، ومواقع تجميع مياه الأمطار، ومداخل المدن والبلديات، والحدائق العامة والمدارس والمجمعات السكنية وغيرها.

الصورة
ركزت المبادرة على زراعة وغرس أشجار من البيئة المحلية القطرية (العربي الجديد)
ركزت المبادرة على زراعة وغرس أشجار من البيئة المحلية القطرية (العربي الجديد)

ومع انطلاق الحملة عام 2019، رصدت الحكومة مليار ريال (نحو 275 مليون دولار) لتنفيذ خطة مدتها ثلاثة أعوام لتجهيز الطرقات والشوارع وتجميل أماكن الإنشاءات الحديثة. كما دعمت أصحاب المنازل لتشييد مزارع وحدائق منزلية في ظل توجه الدولة لتحقيق تنمية مستدامة وفق رؤية 2030. وحظيت المبادرة التي اعتبرت حملة استمرت على مدى ثلاث سنوات، بمشاركة واسعة من المواطنين والمقيمين كأفراد، والمؤسسات والهيئات والوزارات والمدارس والجامعات والجهات العامة والخاصة. وحطّمت لجنة الإشراف على تجميل الطرقات والأماكن العامة رقماً قياسياً، ودخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية لأكبر عدد من الجنسيات المختلفة المشاركة في زراعة الأشجار في وقت واحد، وهو 66 جنسية التزمت بمعايير الزراعة. وزرع المشاركون من كل جنسية شجرة واحدة على مدار خمس دقائق متواصلة، مع اتباع خطوات دقيقة وُثقت بالكاميرات، لضمان اتباع المعايير والشروط الخاصة للحصول على لقب موسوعة غينيس للأرقام القياسية.

الصورة
زادت المساحات الخضراء إلى أكثر من 43 مليون متر مربع في 2022 (العربي الجديد)
زادت المساحات الخضراء إلى أكثر من 43 مليون متر مربع في 2022 (العربي الجديد)

وحققت قطر تقدماً كبيراً في إنشاء الحدائق العامة، وزاد عددها من 56 حديقة عام 2010 إلى 148 حديقة حتى نهاية العام الماضي. كما زادت المساحات الخضراء إلى أكثر من 43 مليون متر مربع في 2022، بعدما كانت قرابة 2.5 مليون متر مربع عام 2010، الأمر الذي انعكس على حصة الفرد من المساحة الخضراء التي ارتفعت إلى 16 متراً مربعاً، بعدما كانت أقل من متر مربع واحد قبل 12 عاماً، وذلك بزيادة 16 ضعفاً، بحسب وزير البلدية عبد الله بن عبد العزيز السبيعي.
ويقول رئيس برنامج "لكل ربيع شجرة" سيف الحِجري، لـ "العربي الجديد": "الغطاء النباتي الأخضر يغطي 20 في المائة من مساحة شبه جزيرة قطر، في ظل زراعة  أكثر من 10 آلاف من أشجار القرم في مدينة لوسيل، بالإضافة إلى زراعة الأشجار الملحية مثل القليف والقطف في المدينة الحديثة مستقبلاً". ويؤكد أن زراعة الأشجار والنباتات متواصلة، مشيراً إلى أن برنامج "لكل ربيع زهرة" الذي انطلق عام 1999، يختار سنوياً نبتة تنمو في البيئة القطرية، تتنوّع ما بين النباتات الشاطئية والساحلية والبرية، واختار لعام 2023 نبات "العشرق" أو ما يعرف بـ "السنامكي أو "السنا".

الصورة
التزمت قطر بزراعة 10 ملايين شجرة بحلول عام 2030 (العربي الجديد)
التزمت قطر بزراعة 10 ملايين شجرة بحلول عام 2030 (العربي الجديد)

ويوضح الحجري أن زراعة الأشجار يجب أن تلتزم بمعايير تناسب البيئة القطرية، لتكون أقل كلفة ومتاعب في العناية وأقل استخداماً للمياه، وهي الأشجار الصحراوية المعمرة، مثل السدر والغاف والسمر والعوسج، بالإضافة إلى النباتات الموسمية التي تنبت بعد هطول الأمطار.

وبحسب الحجري، يجب ألا تقل المسافات البينية بين كل شجرة وأخرى عن خمسة إلى ستة أمتار في الشوارع داخل المدن أو القرى، و10 إلى 12 متراً على الطرقات السريعة والدائرية. كما يُفضل ألا يقل عرض الرصيف عن ثلاثة أمتار، وتُختار الأشجار القائمة المنتظمة للتشجير في الشوارع لتزرع في حفر ذات أبعاد بحسب نوع التربة. كما يجب أن تتلاءم طبيعة نمو النباتات وحجمها مع حجم الشارع وطبيعته والموقع الذي تزرع فيه وما يحيط به من منشآت ثابتة، كي لا تغطي الأشجار عناوين المحال أو تؤثر على الإرشادات المرورية وحركة المرور. ويشير إلى زراعة كل شارع بنوع واحد من الأشجار لسهولة إجراء عمليات الصيانة وإبراز القيمة التنسيقية. وفي الشوارع الطويلة، يمكن زراعة أكثر من نوع واحد من الأشجار مع مراعاة التناسب بينهما من جهة الارتفاع واللون والشكل والاحتياجات البيئية، وتجنب زراعة الأشجار الشوكية على الأرصفة الجانبية، وكذلك الأشجار المثمرة على الأرصفة الجانبية لأنها تتلوث بالغبار وغاز ثاني أكسيد الكربون هذا بالإضافة لتساقط الثمار وتشويه منظرها وتعرضها لعبث المارة.

ويقول الحجري إن قطر التزمت بزراعة 10 ملايين شجرة بحلول عام 2030، في إطار دعم الدوحة لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أطلقتها المملكة العربية السعودية خلال عام 2021.

المساهمون