مصر: اعتصام والدة علاء عبد الفتاح أمام السجن لرفضهم تسليمها رسالته

مصر: اعتصام والدة علاء عبد الفتاح أمام السجن لرفضهم تسليمها رسالته

12 سبتمبر 2021
بعد منع الزيارات الرسائل هي الوسيلة الوحيدة لاطمئنان والدة علاء عبد الفتاح عليه (الأناضول)
+ الخط -

أعلنت منى سيف الإسلام، شقيقة الناشط المصري السياسي البارز علاء عبد الفتاح، أن والدتها، ليلى سويف، ذهبت اليوم لتسليم "طبلية" فيها طعام ودواء لابنها واستلام خطاب منه، لكن ضابطا من جهاز أمن الدولة أخبرها بعدم وجود خطاب، فقررت الانتظار وعدم الرحيل إلا بعد استلامه منه. 

وكتبت منى سيف الإسلام، عبر حسابها على "فيسبوك"، أن "ماما قاعدة عند طرة ومش هتمشي غير بجواب يطمنها على علاء، أولاً مش هنعيد الموال من ده من أول وجديد، غير إنه حقنا بالقانون وباللايحة، لكن انتظام الجوابات من علاء من سجن شديد الحراسة 2 ضرورة قصوى، ده سجن مات فيه قريب شخص بإهمال طبي متعمد، وكل المساجين بما فيهم علاء قعدوا 5 ساعات يخبطوا ويستغيثوا وتجاهلوهم وسجن حصل فيه محاولة انتحار لمعتقل قريب، وسجن علاء تعرض فيه للتعذيب والتهديد، وسجن فيه ضابط أمن وطني عليه كومة بلاغات وشهادات تعذيب ماتحققش فيها، غير إنه عذب ناس في الزنازين المجاورة لعلاء ولما اشتكينا ضغط عليهم عشان يعاتبوا علاء بصوت عالي من زنزانتهم لانه اشتكى". 

ومن أجل استلام هذا الجواب، سبق أن باتت أسرة علاء عبد الفتاح أمام بوابات سجن طرة، جنوبي القاهرة، وتعرضت للسحل والضرب والتنكيل، وتم اعتقال شقيقته الصغرى سناء، 23 يونيو/حزيران 2020، من أمام مكتب النائب العام المصري، وحوكمت في القضية رقم 659 لسنة 2020، وذلك بعد اتهامها بـ "نشر أخبار كاذبة، التحريض على ارتكاب جرائم إرهابية وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي".

وترجع وقائع الاعتصام الأول لأسرة علاء عبد الفتاح من أجل استلام جواب منه إلى 13 أبريل/نيسان 2020، عندما قرر الناشط والمدوِّن علاء عبد الفتاح، المحبوس احتياطياً على ذمة القضية رقم 1356 لسنة 2019 والمودع سجن شديد الحراسة 2 بمجمع سجون طرة، الدخول في إضراب عن الطعام اعتراضاً على قرار وزارة الداخلية بعدم نقله من محبسه لحضور جلسات تجديد حبسه بالمخالفة لقانون الإجراءات الجنائية.

ومنذ ذلك التاريخ، قررت الدكتورة ليلى سويف، والدة الناشط علاء عبد الفتاح، الانتقال يومياً إلى منطقة سجون طرة بهدف إدخال بعض المستلزمات الطبية (مطهرات، أدوات تعقيم) إلى علاء، مع طلب استلام جواب منه للاطمئنان على صحته، خصوصاً أن وزارة الداخلية قررت منع الزيارات داخل السجون منذ مطلع إبريل الماضي، مع العلم أن أسرة علاء لا تتمكن من الاطمئنان عليه أثناء جلسات تجديد حبسه بسبب تعذر نقله من قبل وزارة الداخلية.

ونتيجة رفض وتعنت إدارة السجن، بشكل متواصل، السماح لسويف بإدخال المستلزمات الطبية أو استلام جواب للاطمئنان على نجلها، قررت سويف الاعتصام أمام مجمع سجون طرة.

وفي 18 مايو/أيار 2020، تمكنت أسرة علاء من إدخال المستلزمات الطبية بعد مرور أكثر من شهر على دخول علاء في إضراب عن الطعام، وتمكنت الأسرة من الحصول على رسالة منه يبلغهم فيها بوقف إضرابه عن الطعام، بعد وعود بنقله لحضور جلسات تجديد الحبس وتمكين أسرته من الاطمئنان عليه عبر السماح بتسليمهم رسالة أسبوعية من علاء.

لم تنفذ إدارة السجن وعودها لأسرة علاء، وامتنعت عن تسليمهم أية خطابات من علاء للاطمئنان عليه، ما دفع أسرة علاء إلى معاودة البقاء أمام السجن إلى حين تنفيذ طلبهم، واستمرت الأسرة على هذا الحال حتى تسلمت منه جواباً. 

وقبل أيام معدودة، أرسلت منى سيف إنذاراً على يد محضر، موجه للنائب العام المصري، حمادة الصاوي، بعد تجاهله على مدار عامين كاملين، سلسلة من البلاغات قدمتها له بخصوص وقائع انتهاكات مختلفة تعرضت لها الأسرة، وجاء الإنذار على يد المحضر، لإثبات أنه بالمخالفة لنص القانون ومسؤوليته تجاه كافة البلاغات المقدمة له بحكم وظيفته، تجاهل تماما كل البلاغات، وترك الانتهاكات مستمرة بل و"تستوحش" على حد تعبيرها.

ونتيجة كثرة البلاغات التي تقدمت بها أسرة علاء عبد الفتاح، للنائب العام المصري، عن ظروف حبسه والانتهاكات والتعذيب وأصوات الصراخ والشكاوى من الانتهاكات التي يسمعها في الزنازين الملاصقة له، وبدلاً من فتح تحقيقات في تلك الانتهاكات والجرائم، قررت إدارة السجن إخلاء الزنازين المجاورة والفوقية لزنزانته حتى لا يتمكن من سماع أي شيء أو محادثة أي معتقل، وبذلك أصبح علاء عبد الفتاح يعيش في زنزانته المعزولة وكأنه "في حوض سمك" على حد وصفه، كما أخبر شقيقته منى سيف في آخر زيارة.

المساهمون