مدارس "أونروا" في مخيم عين الحلوة... معيقات ومشكلات

مدارس "أونروا" في مخيم عين الحلوة... معيقات ومشكلات

28 نوفمبر 2023
تلاميذ مخيم عين الحلوة في وقفة تضامن مع غزة (محمود الزيات/ فرانس برس)
+ الخط -

بعد توقف الاشتباكات المسلحة، تأخر تلاميذ مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان في العودة إلى المدارس التي تضررت بشكل كبير، ليتم دمجهم في مدارس أخرى تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مدينة صيدا، عبر نظام الدوامين، صباحي ومسائي، ما أدى إلى ظهور مشاكل عديدة.
يقول مسؤول لجنة الأهل في مدرسة بيسان بالمخيم عبد الكريم الأحمد: "تأخر بدء العام الدراسي في المخيم شهراً، وواجه الطلاب والأهالي مشاكل من جراء هذا التأخير، خاصة طلاب الشهادات، فقمنا بالتواصل مع مدير التربية في منطقة صيدا محمود زيدان، وتواصلنا مع مسؤول المجلس التربوي الشيخ جمال خطاب، وطالبنا بالعمل على بدء العام الدراسي، خاصةً لطلاب الثانوية والمتوسطة، فوزارة التربية لن تؤجل امتحانات الشهادات الرسمية، ويجب أن يكون الطلاب مهيئين لها، لكننا صدمنا بأن مديرة أونروا وبعض المعلمين رفضوا فتح المدارس قبل بداية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، في حين رفض اتحاد المعلمين مبدأ الدوامين وأصر على التأجيل، على أن يكون الدوام التعليمي مقسماً بين الطلاب بحجة الأوضاع المادية للوكالة والأوضاع الشخصية للمعلمين".

ويذكر الأحمد أن "لجان الأهل التي تمثل أكثر من 500 عائلة طالبت بإعادة فتح مدارس المخيم لتخفيف المعاناة عن الطلاب والأهل، وعدم تضرر التحصيل العلمي للطلاب. لكن نتيجة تضرر المدارس، خاصة في حي الطوارئ، ليس هناك إمكانية لأن يكون التعليم بدوام واحد، لذا أطلقت وكالة أونروا العام الدراسي بدوامين، علماً أن ذلك يضيف أعباء كثيرة على كاهل الأهل، من بينها كلفة المواصلات التي تكلف الأهل الكثير، كما أن الدوام المسائي يجعل الأهل مضطرين إلى الذهاب إلى المدارس لإحضار أولادهم، وقريباً سندخل في فصل الشتاء، ويترتب على ذلك غروب الشمس باكراً، لذلك تواصلنا مجدداً مع وكالة أونروا حتى تجد حلولاً مثل فتح مدارس بديلة في المخيم، والعمل على إصلاح ما تضرر في المدارس بشكل سريع حتى يتم تخفيف الأعباء عن الأهل، وتوفير بيئة تربوية صحية للطلاب حتى يحصلوا على التعليم الأساسي، خاصة طلاب الشهادات".

الصورة
خسر تلاميذ عين الحلوة شهراً من العام الدراسي (محمود الزيات/فرانس برس)
خسر تلاميذ عين الحلوة شهراً من العام الدراسي (محمود الزيات/فرانس برس)

وحول قلق الأهالي وهواجسهم في ما يخص تعلم أولادهم في المدارس التابعة لوكالة أونروا القائمة في خارج مخيم عين الحلوة، تقول نوال حمد، وهي أم لأربعة أطفال: "عندما وقعت الاشتباكات في المخيم، تركنا منزلنا وذهبنا إلى منزل أهلي في مدينة صيدا، وحين توقف إطلاق النار عدنا إلى منزلنا، لأنه لا إمكانية للبقاء خارج منزلنا، فالظروف الاقتصادية لا تسمح، وزوجي متوفى، وعندي ولد يعمل، وهو من يعيلنا، وما يتقاضاه لا يكفينا".
تتابع: "أحد أولادي يتعلم في مدرسة المخيم، وآخر في معهد سبلين، وولدي الأكبر يعمل، والرابع لا يعمل، واليوم بتنا نخاف على مستقبل أولادنا لناحية التعليم، فابني بالصف السادس الأساسي، والمدارس في المخيم متضررة، ولا أظن أنها ستفتح أبوابها قريباً، وتم نقل أولادنا إلى مدارس موجودة خارج المخيم، لكن ليست لدينا القدرة على تأمين مبالغ النقل، فالسائق يطلب 30 دولاراً، وإضافة إلى ذلك، لا أمان في دخول وخروج الطلاب من المخيم للذهاب إلى المدارس، ولا نعلم ما الذي سيحل بأولادنا، وبمستقبلهم الذي لم يعد معروفاً، وإن لم أستطع تأمين بدل النقل، فسأخرج أولادي من المدرسة".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

وتقول منال الصالح، المتحدرة من بلدة الخالصة بفلسطين، والمقيمة في مخيم عين الحلوة: "عندي ولدان في المدرسة، وإذا ظل الوضع على ما هو عليه في اضطرارهما للذهاب إلى مدارس في خارج المخيم، وبنظام الدوامين الصباحي والمسائي، فسأتوقف عن إرسالهما إلى المدرسة، فنفقات النقل باهظة، وأحتاج شهرياً إلى 60 دولاراً للنقل، وزوجي لا يعمل حالياً، فهو سائق سيارة أجرة، وقد أصيبت السيارة بالرصاص أثناء الاشتباكات التي حصلت في المخيم، وليس بإمكانه تصليحها، لذلك بات عاطلاً". تتابع الصالح: "ابنتي في الصف الأول أساسي، وهو عام التأسيس، وإذا لم تتعلم ستكون ضعيفة دراسياً، وابنتي الثانية في الصف السابع الأساسي، وأنا حزينة عليهما. ما يحصل هو تجهيل لهذا الجيل، ما يهدد مستقبله، عدا عن الحالة النفسية التي وصل إليها الأولاد. صحيح أن منزلنا لم يصب بأضرار، لكن الأولاد يعانون نفسياً، وصاروا كلما سمعوا صوتاً يظنون أنه صوت إطلاق نار، ولا نستطيع إخراجهم من البيت لأننا نخاف أن تحصل اشتباكات بشكل مفاجئ. إذا لم تؤمن أونروا النقل لأولادنا سنوقفهم عن التعليم، فنحن لا نستطيع إرسالهم إلى المدرسة خارج المخيم".

المساهمون