أهالي المخيمات الفلسطينية في لبنان ينددون بمجزرة غزة

أهالي المخيمات الفلسطينية في لبنان ينددون بمجزرة غزة

19 أكتوبر 2023
متظاهر فلسطيني خلال المواجهات أمام السفارة الأميركية في عوكر (جوزف عيد/ فرانس برس)
+ الخط -

ليست المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في حق جرحى ومرضى ونازحين من خلال استهدافه المستشفى المعمداني وسط غزة، أمراً جديداً عليه بعدما كان هدد بضرب المستشفى قبل أيام. هذا ما يؤكده فلسطينيو مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا اللبنانية الذين انضم مئات منهم، فور علمهم بخبر المجزرة، إلى تجمعات انطلقت إلى السفارة الأميركية في منطقة عوكر، حيث واجهوا إطلاق قنابل الغاز عليهم.
يقول عضو الأمانة العامة في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج ياسر علي لـ"العربي الجديد": "يرتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة في كل حرب، وتوقعنا ذلك في الحرب الحالية لكننا لم نعتقد بأنها ستستهدف مستشفى تابع لكنيسة. إنها مجزرة ضد الإنسانية، ضد الأديان، ضد المدنيين النازحين، ضد المرضى. إجرام لا مثيل له. ارتكب الجيش الإسرائيلي سابقاً مجازر عدة في لبنان ومخيماته، ودمّر مخيم عين الحلوة، وحرق بيروت وذبح الناس في مخيمي صبرا وشاتيلا بالسلاح الأبيض، ولم يوفروا أطباء وممرضات مستشفى عكا، ومستشفى غزة في صبرا ببيروت".
يتابع: "هذا ما دأبت عليه دولة قامت على المجازر بدءاً من دير ياسين إلى المستشفى المعمداني، ولن تتوقف هذه المجازر قبل أن تزول هذه الدولة. صحيح أننا نخسر شهداء، لكن هذه المجازر أطلقت جيلاً غاضباً يتسلم الراية بوعي بضرورة التمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية. ستبقى قضيتنا حيّة، ولن يستطيع الاحتلال طمس حقوقنا وسرقة بلادنا طالما تواصل الأجيال تسلم الراية والرواية الحقيقية والمحقّة".

وقالت مسؤولة التمريض في مستشفى "النداء الإنساني" بمخيم عين الحلوة، نهاية قدورة المتحدرة من بلدة سحماتة بفلسطين والمولودة في لبنان لـ"العربي الجديد": "مجزرة المستشفى المعمداني صدمة لا يمكن وصفها. اعتاد هذا العدو على ارتكاب مجازر بينها في دير ياسين وحولا وصبرا وقانا، أما ما حصل في المستشفى المعمداني فجريمة لا توصف. حصل شلال دماء لا يتحمله عقل، وجريمة لا تصدق لا مثيل لها في التاريخ، لكن هذا الوجه الحقيقي للعدو الصهيوني والراعي والشيطان الأكبر الولايات المتحدة المتواطئة مع الاحتلال والتي تشدّ على يده".
تتابع: "نرى أن كل بيانات الاستنكار لم تعد تكفي شعبنا، ويجب اليوم أن يحمي العالم الإسلامي والعربي والمؤسسات الدولية أهل غزة".
ويقول عاهد بهار الذي يقيم في مخيم شاتيلا ببيروت: "مجزرة المستشفى المعمداني في غزة صدمة كبيرة لنا، خاصة أن شعبنا الفلسطيني في غزة يشهد مجازر بحقه منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. يكرر العدو المجازر منذ أن احتل أرضنا، ومنذ شهر تقريباً كنا نتذكر مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982. الكيان الصهيوني نشأ على الدم الفلسطيني، ودفعت مجزرة المستشفى المعمداني الجديدة الناس إلى الخروج إلى الشوارع للتعبير عن مشاعرهم عن المجزرة الأليمة. وهذا العدو ينكر رغم غطرسته الجرائم التي يستخدم فيها أسلحة أميركية. وأنا شخصياً شاهدت قبل حدوث هذه الجريمة النكراء شريط فيديو لأطفال كانوا يلعبون في المستشفى قبل أن يقتلهم العدو الصهيوني".

الصورة
من المسيرات إلى السفارة الأميركية في عوكر (جوزف عيد/ فرانس برس)
من المسيرات إلى السفارة الأميركية في عوكر (جوزف عيد/ فرانس برس)

ويقول عبد الكريم الأحمد الذي يقيم في مخيم عين الحلوة لـ"العربي الجديد": "لا يستطيع أن يستوعب أي شخص الجريمة التي ارتكبها العدو الصهيوني في مستشفى المعمداني. تهتز الأبدان للاستهداف اللاإنساني الوحشي الذي اختلطت فيه أشلاء الضحايا بعضها ببعض. وهذه الأشلاء دليل فاضح على فاشية الكيان ونازيته، وسعيه إلى قتل الأبرياء كي يبقى موجوداً. وأمام هذا الفعل اللاإنساني والوحشي نزلنا إلى الشوارع من دون أي دعوة لأننا شعرنا بضرورة التنديد بهذا العمل الإجرامي، وعبّر جميع المشاركين في المسيرة عن غضبهم من العمل الإجرامي الذي ذكرنا مجدداً بكل المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية منذ أن بدأت بإجلاء شعبنا الفلسطيني عام الـ 1948، وبينها مجازر دير ياسين وكقر قاسم وقانا، وبحر البقر عندما قصفت المدارس في مصر".

ويشدد على أن "كيان الاحتلال نشأ على إراقة دماء الأبرياء، ونحن لا نستغرب أن يسكت المجتمع الدولي القائم على الإرهاب، والذي ينادي بالديمقراطية وحقوق الإنسان، ثم ينساها في أفعاله فتصبح كل هذه المبادئ حبراً على ورق. ونحن ندعو الدول المحبة للسلام إلى أن تبذل كل جهدها لمطالبة المجتمع الدولي وما يسمى بالأمم المتحدة بالضغط على هذا الكيان لوقف ممارساته الإجرامية بحق شعبنا، كما نناشد الشعوب الحرة في العالم التي نزلت الى الشوارع التنديد بالعدوان وبالجرائم البشعة، وأيضاً الشعوب العربية التي يجب أن تنزل إلى الشوارع وتطرد سفراء الولايات المتحدة، وتتظاهر ضد المجتمع الدولي غير العادل الذي يدعم الكيان الصهيوني في ارتكاب أعماله الإرهابية. يجب على الشعوب الحرة أن تضغط على الكيان الصهيوني وأعوانه من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، وحتى بعض الدول العربية المهترئة المستسلمة، لوقف العدوان على شعبنا".

المساهمون