طالب فصيل "لواء صقور الشمال"، وهو أحد فصائل الجيش الوطني السوري، عائلات مهجّرة من ريف حمص الشمالي تقيم في قرية كمروك بمنطقة عفرين، شمالي سورية، بإخلاء منازل تقيم فيها منذ عام 2018، الأمر الذي قوبل برفضها.
وقد أصدرت قيادة الثورة في الرستن الواقعة في ريف حمص الشمالي، بياناً طالبت فيه الفصيل بالعدول عن قراره. وجاء في البيان الصادر عنها أنّ الفصيل أرسل بلاغات إنذار بإخلاء المنازل لأكثر من عشرين عائلة مهجّرة من مدينة الرستن، بحجّة أنّ أفرادها لا ينتمون إلى الفصيل. وطالب البيان الفصيل بالعدول عن قراره بعد وصفه بـ"الجائر"، مطالباً القوى الثورية والمنابر الإعلامية أيضاً بالتدخّل لإيقاف تهجير العوائل.
يقول رئيس المجلس المحلي في الرستن ماهر الحسين، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّه "قبل مدّة، تغيّرت مجموعة قرية كمروك التابعة لفصيل صقور الشمال. وبعد ذلك، أُبلغ الأهالي بإخلاء البيوت، إذ ثمّة عناصر في المجموعة يريدون السكن فيها". يضيف الحسين أنّ "الأهالي بمعظمهم مدنيون يقيمون في البلدة بعدما هُجّروا ابتداءً من عام 2018"، لافتاً إلى أنّ "الموضوع بدأ قبل شهر، تدخلت جهات لحل المشكلة لكن دون جدوى".
ويشير الحسين إلى أنّ "الفصيل أنشأ لجنة اقتصادية وأخرى مدنية وعمد إلى فصل العسكري عن المدني بهدف التضييق على السكان. وجعل السكان يوقّعون على عقود إيجار، ومن رفض التوقيع أرسلوا له مذكّرة تبليغ للحضور إلى الهيئة الأمنية، وصار يتعرّض لضغوطات بهدف توقيع العقد أو إخلاء البيت حالاً".
ويوضح الحسين أنّ هؤلاء "يرفضون الخروج، إذ ليس لديهم أيّ مكان يلجأون إليه ولا يستطيعون تأمين قوت يومهم"، متحدثاً عن "وساطات لحلّ المشكلة حالياً، فيما السكان يرفضون إخلاء البيوت بأيّ شكل من الأشكال، ونحن نخاف من الفتنة وتفاقم الأوضاع".
محمد، وهو مهجّر من مدينة الرستن ويقيم في قرية كمروك، يقول لـ"العربي الجديد": "بُلّغت بإخلاء البيت، وبالنسبة إليّ كمهجر ومدني أقيم فيه منذ خمس سنوات لا يمكنني ذلك. الفصيل يريد إخراجنا من البيوت التي نقيم فيها بالإجبار أو الحيلة، ويوم أمس أرسلوا لنا بلاغات وطلبوا منّا مراجعتهم في مقرّ الفصيل وهو أشبه بسجن". يضيف محمد، الذي تحفّظ عن ذكر اسمه كاملاً، أنّه "قبل 10 أيام، طلبوا منّا استئجار البيت لمدّة ستّة شهور. وحتى مع توقيع بعضنا على عقد إيجار، أُبلغنا من قبل الفصيل أنّ المطلوب مغادرة البيت قبل ستّة أشهر بطلب من الفصيل"، ويكمل: "أخبرناهم بأنّنا مهجّرون من قبل النظام، وهم يريدون تهجيرنا من جديد".
أمّا أبو شادي رسناوي، فيوضح لـ"العربي الجديد" أنّ "عدد العائلات المهجّرة من مدينة الرستن والتي تقيم في البلدة يبلغ 26 عائلة، وثمّة عائلات أيضاً من باقي مناطق ريف حمص. والمهجّرون من الرستن سكنوا في هذه القرية منذ نزحوا من ريف حمص الشمالي في عام 2018، والفصيل عند استلامه البلدة أبلغ الأهالي بأنّه سوف يعتمد عقود إيجار شكلية لحمايتهم. لكنّه حالياً يطالب بإبعاد العائلات عن القرية وإجبارهم على إخلاء منازلهم. وكما العائلات الأخرى، نحن نرفض الخروج ونرفض هذه الممارسات".
تجدر الإشارة إلى أنّ فصيل "لواء صقور الشمال" هو فصيل عسكري يتبع للفيلق الثاني في الجيش الوطني السوري، وقد تأسّس في عام 2012 على يد أحمد حاج علي (أحمد الخيرية)، ويقوده حالياً حسن حاج علي (حسن الخيرية).