علا العثمان: "صُنع في الموصل" مشروع لتشغيل النساء

علا العثمان: "صُنع في الموصل" مشروع لتشغيل النساء

15 مارس 2022
اعتمدت علا العثمان على المساعدات لشراء الملابس والغذاء واحتياجات الأطفال (العربي الجديد)
+ الخط -

عاشت علا ليث العثمان ويلات الحرب والتهجير وألم الفقد، مثل بقية أهالي مدينة الموصل العراقية الذين اضطروا للنزوح جرّاء سيطرة "داعش" على المدينة وما أعقبتها من عمليات عسكرية ومعارك لطرد عناصر التنظيم.

رحلة شاقة دفعتها لمساعدة المتضررين من الحرب، وبدأت أولى نشاطاتها التطوعية لمساعدة النازحين والنساء المتضررات عام 2016، وتملك حالياً مشغلاً يدعم الصناعة المحلية يحمل اسم "صُنع في الموصل"، كما ترأس منظمة "أبناء الحدباء" للإغاثة والتنمية.

وتمارس العثمان (38 سنة)، نشاطات عدة إلى جانب وظيفتها كرئيسة مبرمجين في دائرة صحة محافظة نينوى، من بينها إعانة النساء من الأرامل والمطلقات عبر توفير فرص العمل لهن، كما تساهم في إعمار أجزاء من المدينة عبر التواصل مع منظمات أجنبية وأميركية، كما تعتبر أن المرأة العراقية بحاجة إلى دعمٍ أكثر من الحكومة لكي تصل إلى مراكز قيادية هامة.

وتقول علا ليث العثمان، لـ"العربي الجديد"، إنها نزحت حين احتل تنظيم "داعش" مدينة الموصل، واضطرت للجوء في إقليم كردستان، ثم تركيا، لكنها عادت إلى مدينة الموصل خلال العمليات العسكرية من أجل إغاثة الأهالي الذين كانوا عالقين في مناطق كانت تحت النار، واعتمدت على المساعدات من المتبرعين لشراء الملابس والغذاء واحتياجات الأطفال والنساء.

الصورة
الناشطة العراقية علا العثمان (العربي الجديد)
بدأت علا ليث العثمان أولى نشاطاتها التطوعية لمساعدة النازحين والنساء المتضررات عام 2016 (العربي الجديد)

وتشير إلى أن أولى جولات إغاثة النازحين "كانت بدون تنظيم، إذ لم تكن هناك منظمات واضحة المعالم تقوم بالتبرع ومساعدة الناشطين بالأموال لنقلها إلى المستحقين، لكن بعد تحرير المدينة، صار لدينا توجه نحو تأسيس منظمة متخصصة بالإغاثة والتنمية".

وأكملت أن "المنظمة مكنتها من التواصل مع مخيمات النزوح بصفة رسمية وزيارتها والاطلاع على أوضاعها ونقل مساعدات للنازحين، مثل مخيم (ديبكا) في أربيل، وغيره من المخيمات ومناطق تجمع النازحين والمهجرين بسبب الحرب".

وإضافة إلى استمرار نشاط العثمان في إغاثة المتضررين من الحرب، توجهت مع بدء جائحة كورونا إلى توفير نحو مليون كمامة مجانية للفقراء وقوات الأمن، وبيَّنت أن "نينوى شهدت حاجة ماسة للكمامات خلال فترة تفشي الجائحة، لذلك أطلقت مشروع (صُنع في الموصل)، وبدأتُ بصناعة الكمامات بواسطة عشرات النساء اللاتي تم تطوير مهاراتهن في الخياطة".

وتلفت إلى أن مشغل "صنع في الموصل" هو مشروع لتدريب النساء على مهارات عدة، أبرزها الخياطة والأعمال اليدوية المحلية، "وقد تطور المشغل، وهناك أكثر من 70 امرأة تعمل فيه، وتتم فيه صناعة الأفرشة ولوازم الأطفال والأسرّة"، مستكملة حديثها بأنها "تسعى إلى تحويله إلى (براند) شهير، وأن تنتشر الصناعة العراقية في كل العالم".

الصورة
الناشطة العراقية علا العثمان (العربي الجديد)
مشغل "صنع في الموصل" هو مشروع لتدريب النساء على مهارات عدة (العربي الجديد)

وتؤكد الناشطة العراقية أن منظمتها "أبناء الحدباء" حصلت على دعم من وكالات أميركية بهدف إجراء تعديلات وتحسينات وترميم البنى التحتية، و"بالفعل تمكنت من إعمار متنزهات عدة، بعدما دمرها تنظيم داعش، وشوارع ومجار، إضافة إلى حملات كثيرة للتنظيف ورفع الأنقاض".

وتعترف العثمان بأنها تعرضت للتنمر في كثير من الأحيان بسبب نشاطاتها، لكن حملات التنمر عادة ما تتراجع بعد نجاحها في المشاريع التي تقوم بها، مضيفة أن "في مدينة الموصل توجد نساء مؤهلات لأن يصبحن قياديات في المجتمع، لكنهن بحاجة إلى فرص للظهور والدعم المعنوي والاهتمام من قبل الجهات الحكومية".

وتوضح أنها "تواصلت في أكثر من مرة مع جهات حكومية في سبيل مساعدة بعض الشرائح أو العوائل المتضررة والمتعففة، دون الحصول على استجابة حكومية، ما دفع المتضررين إلى التوجه نحو التسول بسبب قلة الاهتمام بهم".

واستعادت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي السيطرة على مدينة الموصل وتمكنت من طرد مسلحي تنظيم "داعش"، في يوليو/ تموز 2017، بعد نحو 10 أشهر من المعارك التي خلفت عددا كبيرا من الضحايا المدنيين يقدرهم نواب ومسؤولون بعشرات آلاف القتلى والجرحى، أغلبهم من النساء والأطفال، فضلا عن دمار هائل قدرت وزارة التخطيط العراقية أنه طاول أكثر من 56 ألف منزل، ويعتقد أن نحو ألف منزل منها ما زالت جثث أصحابها تحت أنقاضها، إضافة إلى تسجيل أسماء 11 ألف مفقود.

المساهمون